
رحّبت وزارة الخارجية الروسية بالاتفاق الذي وقعته الحكومة السورية مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، لدمج مؤسسات “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا ضمن مؤسسات الدولة الرسمية، معتبرةً أنه يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن والوحدة في البلاد.
وخلال مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو ترى في الاتفاق خطوة نحو استعادة وحدة الأراضي السورية، قائلة: “نعتبر التوصل إلى اتفاق بين السلطات السورية وقيادة قوات سوريا الديمقراطية خطوة نحو استعادة وحدة سوريا وتعزيز أمنها واستقرارها”.
وفي معرض تعليقها على الاتفاق الموقّع الشهر الماضي في دمشق، أشارت زاخاروفا إلى أن الاتفاق يشمل دمج الهياكل المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية في مؤسسات الدولة السورية، مؤكدةً أن هذه الخطوة تحظى بتأييد روسي.
كما لفتت زاخاروفا إلى أن تنفيذ الاتفاق قد يواجه صعوبات وتحديات كبيرة، لكنها شددت في الوقت نفسه على ضرورة أن يتحلى الطرفان بمواقف بنّاءة ورغبة حقيقية في التوصل إلى حلول، من أجل تجاوز العقبات التي قد تعترض طريق التنفيذ.
اتفاق الحكومة السورية و”قسد”
أعلنت الرئاسة السورية، في العاشر من الشهر الفائت، عن توقيع اتفاق بين الحكومة السورية و”قسد”، عقب اجتماع عُقد في دمشق بين الرئيس أحمد الشرع والقائد العام لـ”قسد” مظلوم عبدي.
وتضمّن الاتفاق ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل السياسي والمشاركة في مؤسسات الدولة بناءً على الكفاءة، بغضّ النظر عن الخلفية الدينية أو العرقية، إضافة إلى الاعتراف بالمجتمع الكردي كمكوّن أصيل في الدولة السورية وضمان حقوقه الدستورية ومواطنيته.
كذلك نصّ الاتفاق على وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، والعمل على إنهاء النزاع المسلح، ودمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال وشرقي سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما في ذلك المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز.
كما تضمّن الاتفاق ضمان عودة جميع المهجّرين السوريين إلى مناطقهم مع توفير الحماية اللازمة لهم، ودعم الدولة السورية في مواجهة التهديدات التي تمسّ أمنها ووحدتها، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بثّ الفتنة بين مكونات المجتمع السوري.
يُشار إلى أن الشرع وعبدي اتفقا على أن يتم تطبيق الاتفاق خلال مدة لا تتجاوز نهاية العام الحالي، من خلال لجان تنفيذية مختصة.