
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، أن سلطات تل أبيب وافقت على السماح بدخول 600 رجل دين درزي من سوريا إلى الأراضي المحتلة غداً، للمشاركة في الاحتفال الديني السنوي بمقام النبي شعيب، الواقع في منطقة الجليل شمالي البلاد.
وبحسب ما أورده موقع “واللا” الإخباري، فإن وزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس صدق على السماح لهذه المجموعة بعبور معبر القنيطرة، في خطوة تُعد الثانية من نوعها خلال أقل من شهرين، بعد زيارة مماثلة شارك فيها 100 شيخ درزي في مارس/آذار الماضي، والتي كانت الأولى منذ أكثر من خمسين عاماً.
وأشار الموقع إلى أن الزيارة الجديدة ستختلف عن سابقتها من حيث العدد، إذ سيشارك فيها نحو 600 شخص، كما سيسمح لهم بالمبيت داخل الأراضي المحتلة ليلة واحدة قبل العودة إلى الداخل السوري في اليوم التالي.
تأتي هذه الخطوة للمرة الثانية، في ظل توتر سياسي متصاعد بين إسرائيل والإدارة السورية الجديدة، التي يقودها الرئيس أحمد الشرع، عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد في وقت سابق من العام الجاري.
وبينما تؤكد الحكومة السورية التزامها بحماية جميع مكونات المجتمع السوري، تواصل إسرائيل الترويج لروايات تتحدث عن تعرض أبناء الطائفة الدرزية لانتهاكات، وهو ما تعتبره دمشق ذريعة للتدخل في شؤونها الداخلية وانتهاك سيادتها الوطنية.
ويُقدّر عدد أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل بنحو 150 ألف نسمة، يخدم عدد منهم في صفوف الجيش الإسرائيلي، في حين يتمسك قسم آخر، لا سيما في الجولان السوري المحتل، بهويتهم السورية ويرفضون الحصول على الجنسية الإسرائيلية.
يذكر أن إسرائيل تحتل الجزء الأكبر من هضبة الجولان السورية منذ عام 1967، وقد أعلنت ضمها رسمياً في عام 1981، وهي خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي باستثناء الولايات المتحدة الأميركية. وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، وسّعت إسرائيل من وجودها في المنطقة العازلة، مستغلة التطورات السياسية في سوريا، ونفذت سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع تابعة للجيش السوري، وانهت اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، من دون أن تقدم جدولاً زمنياً للانسحاب من الأراضي التي توغلت داخلها.
وتواصل الإدارة السورية الجديدة مطالبتها بوقف الاعتداءات الإسرائيلية وسحب القوات من الأراضي السورية، في وقت ما تزال فيه المنطقة تشهد توتراً ميدانياً وسياسياً متزايداً.