
رحّبت القائمة بأعمال المندوب الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، دورثي شيا، بوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في مجلس الأمن الدولي، داعية الحكومة السورية إلى “تجاوز ماضيها، وبناء مستقبل أكثر شفافية”.
وفي كلمة خلال جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا، أمس الجمعة، أكدت السفيرة شيا على أهمية مشاركة الشيباني “كخطوة نحو انخراط سياسي مسؤول”.
وقالت شيا إن تشكيل الحكومة السورية المؤقتة نهاية آذار الماضي “يمثل خطوة إيجابية”، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن هذه الخطوة “بحاجة إلى استكمالها بتعيين شخصيات كفؤة وذات تمثيل حقيقي في المناصب الحساسة”.
وأضافت أنه “سوف نحمل السلطات السورية المؤقتة مسؤولية نبذ الإرهاب وقمعه، ومنع إيران ووكلائها من استغلال الأراضي السورية، وضمان أمن وحريات جميع السوريين”.
دعوة إلى الشفافية والمساءلة
طالبت السفيرة الأميركية الحكومة السورية “بالتحلي بالشفافية والمساءلة”، معتبرة أن الشعب السوري “يستحق قيادة خاضعة للمساءلة وملتزمة التزاماً كاملاً بمستقبل أكثر سلاماً وازدهاراً، بعد 54 عاماً من الحكم المدمر في ظل نظام الأسد”.
وأعربت شيا عن دعمها لقرار تمديد ولاية لجنة التحقيق المستقلة بشأن أحداث الساحل السوري، مشددة على أهمية أن “يُفضي التقرير النهائي إلى اتخاذ إجراءات حقيقية، ومحاسبة جميع الجناة، خصوصاً من يتولون مناصب قيادية”.
الأسلحة الكيميائية والمفقودون
ودعت شيا الحكومة السورية إلى التعاون الكامل مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتأمين وتدمير مواقع تخزين الأسلحة الكيميائية، مؤكدة أن “الوصول الكامل والسريع ضروري لإنهاء هذا الملف”.
وبشأن ملف المفقودين في سوريا، دعت شيا إلى تسريع التعاون مع الآلية الدولية المحايدة والمستقلة، والمؤسسة المعنية بالمفقودين، مطالبة بفتح مكاتب للمؤسستين في العاصمة دمشق في أسرع وقت ممكن.
إعادة هيكلة الوجود العسكري الأميركي وتثبيت الاستقرار
وأشارت السفيرة الأميركية إلى أن الولايات المتحدة ستقوم بدمج قواعدها العسكرية في سوريا، معتبرة أن هذه الخطوة “تعكس التقدم في الحد من جاذبية داعش وقدراته العملياتية، على الصعيدين الإقليمي والعالمي”.
وأكدت القيادة المركزية الأميركية “ستظل على أهبة الاستعداد لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة ضد فلول تنظيم داعش في سوريا”، مضيفة أن الولايات المتحدة “ستعمل بشكل وثيق مع شركائها، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري الحر، للتصدي للتهديدات الإرهابية الناشئة”.
مؤشرات مشجعة
وأشادت شيا بالاتفاق بين الحكومة السورية و”قوات سوريا الديمقراطية”، موضحة أن “الاتفاق في حلب والاندماج السلمي مؤشران مشجعان، ونتوقع تقدماً مشابهاً في سد تشرين، عفرين ودير الزور”.
وقالت إن الاتفاق “يجب أن يؤدي إلى هيكل أمني موحد للدولة، وإطار عمل يضمن بقاء مقاتلي داعش قيد الاحتجاز”، مضيفة أن “القوات العسكرية الأميركية اتخذت، وستتخذ، جميع الإجراءات اللازمة لمنع التنظيم من إعادة تشكيل نفسه”.
وحذّرت شيا من أن “المشهد الأمني المتقلب في سوريا يتطلب استمرار التنسيق لمعالجة التحديات الإنسانية والأمنية المتشابكة المرتبطة بتنظيم داعش في شمال شرقي سوريا”.