
أعلن وزير خارجية أبخازيا، أوليغ بارتسيتس، أن بلاده تعتزم تكثيف جهودها لبناء علاقات دبلوماسية مع سوريا، وذلك رغم الدعوات الأميركية لتراجع سوريا عن الاعتراف بالإقليم الانفصالي عن جورجيا كدولة مستقلة.
وأبخازيا هي إقليم يقع ضمن الحدود المعترف بها دولياً لجمهورية جورجيا، لكنها أعلنت انفصالها عنها بدعم من روسيا، في العام 1991، فيما تعتبرها جورجيا أرضاً محتلة، ولا تعترف الأمم المتحدة ومعظم دول العالم باستقلالها، وتعتبر السيادة عليها لجورجيا.
وفي تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية، قال بارتسيتس إن بلاده “حافظ على علاقاتها مع سوريا رغم التحولات السياسية والحكومية الجسيمة التي شهدتها مؤخراً”، مؤكداً أن أبخازيا “ستكثف جهودها في هذا الاتجاه.
وأشار وزير خارجية أبخازيا إلى أن بلاده “تسعى للانفتاح على العالم، واكتشاف دول جديدة، والتواصل بانفتاح مع كل من يحترم تطلعاتنا وسيادتنا وتاريخنا وهويتنا”.
يشار إلى أن روسيا دعمت انفصال إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جمهورية جورجيا، وتحتفظ بوجود عسكري كبير فيهما، وتمنحهما الدعم الاقتصادي والسياسي، ما يُعتبر شكلاً من أشكال الاحتلال أو الضم غير الرسمي.
ووفق الأمم المتحدة، فإن أي اعتراف من دول أخرى بهذين الكيانين كدول مستقلة يُعد خرقاً للقانون الدولي، ويُفهم على أنه دعم للمواقف الروسية في منطقة القوقاز، ما ينعكس على مواقف تلك الدول في السياسات العالمية.
واعترف نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في العام 2018، باستقلال أبخازيا وأوسيتبا الجنوبية، ليضع سوريا إلى جانب روسيا ونيكاراغوا وفنزويلا وناورو، على قائمة دول تعترف باستقلال كيانات انفصالية لا تحظى باعتراف دولي.
وأقام النظام المخلوع علاقات مع كلا الإقليمين المدعومين من روسيا، حيث زار الرئيس الأبخازي سوريا، في أيار 2021، وزار وزير خارجية نظام الأسد، فيصل المقداد، أبخازيا، في آب 2022، كما سبق أن زار رئيس أوسيتيا الجنوبية سوريا، في العام 2018.
جو ويلسون يدعو سوريا للتراجع عن الاعتراف
وفي 17 أيار الماضي، أعرب السيناتور الجمهوري، جو ويلسون، عن امتنانه للطلب من وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، التراجع عن قرار نظام الأسد الخاطئ الذي اعترف بأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا كدول مستقلة.
وأكد السيناتور ويلسون، والذي يشغل منصب رئيس اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس الأميركي، أن أوسيتيا وأبخازيا هما جزء من الأراضي السيادية التابعة لدولة جورجيا، مشيراً إلى أن “اتخاذ هذه الخطوة البسيطة سيُظهر قوة حقيقية والتزاماً عميقاً بالمسار الجديد لسوريا”.
وتعليقاً على ذلك، رحّبت المعارضة الجورجية بتغريدة السيناتور الأميركي، معتبرة أن حزب “الحلم الجورجي” الحاكم في جورجيا حالياً “لم يتجرأ على توجيه هذا الطلب إلى سوريا، لعدم حصولهم على إذن من روسيا”.