أخبار سوريا

مخيم الركبان خالياً من قاطنيه بعد 11 عاماً

طُويت اليوم السبت صفحة من أقسى فصول النزوح السوري، مع مغادرة آخر العائلات القاطنة في مخيم الركبان الحدودي، الواقع بين سوريا والأردن والعراق، بعد أكثر من عقد على تأسيسه.

وأكدت مصادر محلية أن آخر العائلات السورية المقيمة في مخيم الركبان غادرت، صباح اليوم السبت، متجهة إلى مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي، لتكون بذلك آخر دفعة من سكان المخيم الذين تجاوز عددهم ثمانية آلاف شخص.

وخلال الأيام الماضية، بدأت أعمال تفكيك مرافق وخيام المخيم، بالتنسيق بين وجهاء عشائر المنطقة ومجموعات مدنية محلية، في حين أفادت المصادر المحلية بأن معظم المرافق البسيطة داخل المخيم جرى تفكيكها، إيذاناً بنهاية هذا التجمع الذي شكّل رمزاً لقسوة النزوح القسري في سوريا.

وأشارت المصادر إلى أن عملية إخلاء مخيم الركبان بدأت بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، في 8 كانون الأول الماضي، حيث تسارعت عودة العائلات إلى مدنهم وقراهم في البادية السورية وريف حمص.

تاريخ من الحصار والحرمان

وأنشئ مخيم الركبان عام 2014 على أطراف المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن، لاستقبال آلاف النازحين الهاربين من المعارك في أرياف حمص وتدمر والسخنة وريف دمشق، ومنذ ذلك الوقت، واجه قاطنوه ظروفاً إنسانية بالغة السوء، وسط غياب كامل لمقومات الحياة.
وفرض نظام الأسد وحليفته روسيا على المخيم حصاراً خانقاً استمر لسنوات، وتوقفت عنه المساعدات الإنسانية منذ عام 2019، ما أدى إلى انتشار الأمراض وسوء التغذية، وتسجيل حالات وفاة بسبب انعدام الرعاية الطبية، فيما خلت المنطقة من أي بنى تعليمية أو خدمية، ما دفع منظمات حقوقية لوصف المخيم بـ “أحد أسوأ أماكن اللجوء في العالم”.

ليس مجرد مخيم بل “مثلث للموت”

وأكد وزير الإعلام، الدكتور حمزة المصطفى، أنه بتفكيك مخيم الركبان وعودة النازحين “يُطوى فصل مأساوي وحزين من قصص النزوح التي صنعتها آلة الحرب للنظام البائد”.

وفي تغريدة عبر منصة “إكس”، قال المصطفى إن مخيم الركبان “لم يكن مجرد مخيم، بل كان مثلث الموت الذي شهد على قسوة الحصار والتجويع، حيث ترك النظام الناس لمواجهة مصيرهم المؤلم في الصحراء القاحلة”.

وأضاف وزير الإعلام أنه “مع كل خطوة نحو العودة، يتسلل من بين رمال الألم أمل عظيم في قلوب السوريين وعزيمتهم لفعل المستحيل من أجل بناء وطن جديد يتسع للجميع”، مؤكداً أن “نهاية مخيم الركبان تمثل بداية طريق جديد لتفكيك باقي المخيمات، بإرادة تتجدد يوماً بعد يوم تدعمها الدولة حتى يصل كل نازح إلى بيته”.

من جانبه، أكد وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح، أن إغلاق مخيم الركبان “يمثل نهاية لواحدة من أقسى المآسي الإنسانية التي ‏واجهها أهلنا النازحون”.

وفي تغريدة عبر منصة “إكس”، أعرب الصالح عن أمله في أن “تشكل هذه الخطوة بداية لمسار ينهي معاناة بقية ‏المخيمات، ويعيد أهلها إلى ديارهم بكرامة وأمان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى