
كشفت قناة “فرانس إنفو” الفرنسية أن رئيس النظام السوري السابق، بشار الأسد، يعيش مع عائلته في عزلة تامة داخل العاصمة الروسية موسكو، حيث يقيم في إحدى الشقق الفاخرة في حي “مدينة العواصم” الراقي، وسط حماية أمنية مشددة من قبل السلطات الروسية.
وبحسب التقرير، يقطن الأسد في مجمع سكني يُعد من الأكثر فخامة في موسكو، ويقطنه كبار رجال الأعمال والنخبة الروسية. ويحتوي الحي على فنادق ومراكز أعمال عالمية ومرافق من الطراز الرفيع. ووفق ما نقله صحفي روسي – فضّل عدم الكشف عن هويته – فإن الشقة التي يسكنها الأسد تبلغ مساحتها نحو 119 مترًا مربعًا، وتقدّر قيمتها بحوالي 1.9 مليون دولار.
نقل أصول إلى روسيا
وأشار إياد حميد، الباحث في البرنامج السوري للتطوير القانوني، إلى أن عائلة الأسد شرعت منذ سنوات في نقل أصولها المالية إلى روسيا. وكشفت تقارير عن تحويل حوالي 250 مليون دولار من دمشق إلى موسكو جوًا بين عامي 2018 و2019.
ووفق تقرير سابق لوزارة الخارجية الأميركية (2022)، فقد قُدّرت ثروة عائلة الأسد بأكثر من ملياري دولار، جُمعت من أنشطة غير مشروعة، تشمل تهريب السلاح والمخدرات والابتزاز المالي.
مراقبة مشددة وحياة سرية
منذ الإعلان المقتضب في ديسمبر الماضي، الذي نفى فيه الأسد فراره من دمشق عقب سقوط نظامه، لم يظهر علنًا، فيما اختفت صوره من وسائل الإعلام الرسمية. ونقلت القناة الفرنسية عن مصادر إعلامية أن الحكومة السورية الجديدة طلبت من موسكو تسليم الأسد.
وقال الخبير في الشؤون السورية، الجغرافي فابريس بالانش، إن الأسد يخضع لمراقبة صارمة من قبل الأجهزة الأمنية الروسية، مرجّحًا أن تكون تحركاته مقيدة بسبب تهديدات أمنية، من بينها الهجمات المتكررة للطائرات المسيّرة الأوكرانية على موسكو.
نشاط نجله في موسكو
في المقابل، شوهد حافظ الأسد، نجل بشار، في مواقع متعددة بالعاصمة الروسية، حيث ظهر في مقطع فيديو قرب الكرملين، كما التُقطت له صور أمام جامعة لومونوسوف، حيث يُعتقد أنه يُناقش أطروحته في الرياضيات.
دلالات جيوسياسية
على الرغم من صمت الكرملين بشأن وجود الأسد، ورغم تصريح سابق للرئيس فلاديمير بوتين حول لقائه المتوقع معه، لم تُسجل حتى الآن أي زيارة رسمية بين الطرفين.
ويرى المحللون أن بقاء الأسد في موسكو يتجاوز فكرة “اللجوء السياسي”، ويعكس دلالة جيوسياسية أعمق. وعلّق بالانش بالقول:
“بوتين لا يحب الخاسرين، لكن وجود الأسد في موسكو أفضل من أن يظهر مشنوقًا في دمشق، فذلك يبعث برسالة مفادها أن روسيا توفر ملاذًا آمنًا… لكن بثمن.”
دعوات متصاعدة للمحاسبة
تواصل منظمات حقوق الإنسان، وعلى رأسها الشبكة السورية لحقوق الإنسان، توثيق الجرائم والانتهاكات المرتكبة خلال سنوات حكم الأسد، من قتل وتعذيب واعتقال تعسفي واختفاء قسري.
ونقلت “فرانس إنفو” عن أحد النشطاء السوريين قوله:
“العدالة ستتحقق يوماً ما، والأسد سيُحاكم في النهاية على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري.