
أعلنت وزارة الدفاع التركية، اليوم الأربعاء، أن الإدارة السورية طلبت دعماً رسمياً من أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية ومكافحة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها “تنيظم الدولة” (داعش).وأوضحت مصادر في وزارة الدفاع عقب إحاطة صحفية لمتحدث الوزارة زكي أكتورك، أن تركيا تواصل جهودها من أجل تقديم التدريب والاستشارات والدعم الفني لتعزيز القدرات الدفاعية لسوريا استجابة لطلب من الحكومة السورية، وفقاً لوكالة الأناضول.وفيما يتعلق بالاشتباكات بمحافظة السويداء والعدوان الإسرائيلي على دمشق، أشارت المصادر إلى أن الهجمات الإسرائيلية المكثفة في الآونة الأخيرة أدت إلى زيادة التوترات بين المجتمع الدرزي والحكومة السورية.وأكدت المصادر أن تركيا متمسكة بموقفها “الثابت” في حماية وحدة الأراضي السورية وضمان الاستقرار ومكافحة التنظيمات الإرهابية.وأضافت: “يتمثل الهدف الرئيسي لتركيا في دعم الوحدة السياسية لسوريا وسلامة أراضيها، وقيادة الجهود الرامية إلى تحقيق سلام دائم في المنطقة”.والأسبوع الماضي، أكد أكتورك استعداد بلاده لتقديم الدعم لسوريا في مواجهة الإرهاب إذا تقدّمت بطلب رسمي، مشدداً في الوقت ذاته على إدانة الغارات الجوية التي نفذها الجيش الإسرائيلي على العاصمة دمشق.الدفاع التركية تشدد على ضرورة التزام “قسد” بالاتفاق مع الحكومة السوريةوبشأن اندماج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مع الحكومة السورية، قالت المصادر: “كوزارة الدفاع فإننا أكدنا مراراً وتكراراً أن حماية وحدة أراضي سوريا وحقوقها السيادية أمر لا غنى عنه لاستقرار بلدنا والمنطقة”.وأضافت أن رؤية التأثير الفوري للقضايا التي جرى الاتفاق عليها بين الحكومة السورية و”قسد” في 10 آذار على الأرض من شأنه أن يساهم في الاستقرار.
وأشارت إلى أنه على “قسد” أن يثبت بشكل ملموس التزامه بالاتفاق الذي توصل إليه مع الحكومة السورية، وتتم متابعة التطورات في هذا الشأن عن كثب مع مؤسساتنا المعنية.
وكانت قسد قد وقّعت في شهر آذار اتفاقاً مع الرئيس السوري أحمد الشرع، نصّ على دمج كامل لقواتها ووكالاتها ضمن هيكل حكومة دمشق.
لقاءات متكررة بين المسؤولين العسكريين
وشهدت العلاقات العسكرية بين دمشق وأنقرة زخماً متزايداً خلال الفترة الماضية، حيث تكثفت الزيارات المتبادلة والمباحثات بين وزارتي الدفاع في البلدين.
وكان أحدث هذه اللقاءات، اليوم الأربعاء، حيث اجتمع قائد القوى الجوية السورية العميد عاصم هواري مع رئيس أركان الجيش التركي ميتين غوراك، على هامش معرض الصناعات الدفاعية “IDEF 2025” في تركيا.
وفي حزيران الماضي، بحث وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في دمشق مع غوراك والوفد المرافق له سبل تعزيز التعاون الدفاعي، في إطار تطوير العلاقات الثنائية. وذكرت وكالة “سانا” أن المحادثات ركّزت على القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما يخدم مصالح البلدين.
جهود تركية لدعم المؤسسة العسكرية السورية
وتواصل تركيا دعم جهود إعادة بناء المؤسسة العسكرية السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد، في إطار شراكة استراتيجية مع الإدارة السورية الجديدة.
وتسعى أنقرة إلى تزويد الجيش السوري بمنظومات دفاعية متطورة وتجهيز قواعد عسكرية حديثة، لتمكينه من بسط الأمن والاستقرار في مختلف المناطق السورية.
وأكدت تركيا في وقت سابق نيتها تنفيذ برامج تدريبية متقدمة تستهدف ضباط وجنود الجيش السوري، بهدف تطوير قدراتهم القتالية والفنية، ضمن رؤية شاملة لبناء مؤسسة عسكرية قادرة على حماية الحدود وضمان الاستقرار الداخلي في المرحلة المقبلة.