
أعلن الجيش السوري، اليوم الإثنين، عن تفكيك أكثر من خمسة آلاف لغم مضاد للدروع والأفراد في مناطق متفرقة من شرقي سوريا.
وقال الجيش إن أفواج الهندسة فككت الألغام وأتلفت غالبية الألغام الفردية شديدة الخطورة، وذلك على الطريق الواصل بين دير الزور والميادين، وفي حقول البوكمال ومناطق بادية الميادين والعشارة، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).
وأكد أن العمل مستمر حالياً بهدف إزالة الألغام ومخلفات الحرب من حقول البادية بشكل كامل، وذلك ضمن جهود تأمين الأراضي وتسهيل عودة الحياة الآمنة للسكان.
إتلاف 8 أطنان من مخلفات الحرب
ومنتصف الشهر الجاري، أتلفت فرق الهندسة التابعة لوزارة الدفاع السورية نحو ثمانية أطنان من الألغام ومخلفات الحرب التي خلّفها النظام المخلوع عقب سقوطه في الثامن من كانون الأول الماضي.
وأكد وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، أن مساحات واسعة من الأراضي السورية ما تزال مزروعة بالألغام، بعضها من صنع يدوي زرعته الميليشيات الإيرانية وتنظيم الدولة (داعش)، إضافة إلى الألغام العشوائية التي نشرها النظام المخلوع في مناطق مختلفة، موضحاً أن هذا الواقع يشكّل عائقاً كبيراً أمام جهود إعادة الإعمار وعودة الحياة الطبيعية.
وبيّن الصالح، في تصريح أواخر شهر آب الماضي على هامش ورشة عمل نظمتها وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بدمشق، والهادفة إلى بحث تأسيس مركز وطني لمكافحة الألغام في سوريا، أن المسح الميداني لتحديد مواقع الألغام لم يكتمل بعد، مرجحاً أن تكون البادية السورية من أكثر المناطق خطراً نتيجة لكثافة الألغام فيها.
وأشار إلى أن إنشاء المركز الوطني لمكافحة الألغام يهدف إلى توحيد القيادة والإشراف ووضع خطة وطنية شاملة لإزالة الألغام ومخلفات الحرب، بالتنسيق مع الوزارات المعنية والمنظمات الدولية المختصة.
وأوضح الصالح أن عدداً من المنظمات الدولية قدّم طلبات للحصول على تراخيص رسمية للعمل داخل سوريا والمساهمة في عمليات المسح والإزالة، مشيراً إلى أن الخطة الوطنية ستمنح الأولوية للمناطق المدنية والزراعية باعتبارها الأكثر حاجة للتأمين الفوري، على أن يجري الانتقال لاحقاً إلى البادية والغابات والمناطق الواسعة.
وشدد الوزير على أن إزالة الألغام عملية معقدة ولا يمكن تحديد جدول زمني دقيق لإنجازها، مضيفاً أن هذه التحديات لا تقتصر على سوريا وحدها، مستشهداً بتجربة ألمانيا التي ما تزال حتى اليوم تعمل على التخلص من مخلفات الحرب العالمية الثانية.