أخبار سوريا

رئيس كردستان العراق: سوريا تواجه فرصتها الأخيرة وعلى “قسد” الحوار مع الحكومة

دعا رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، الأكراد السوريين إلى “التحرك العاجل نحو دمشق، وفتح مكتب سياسي هناك”، مشيراً إلى أن سوريا تواجه “فرصتها الأخيرة” للانتقال إلى مرحلة جديدة من الاستقرار بعد سنوات من الصراع.

وفي تصريحات خلال مشاركته في منتدى معهد الشرق الأوسط للأبحاث “ميري” في أربيل، أكد بارزاني أن “ما يحدث في سوريا يمثل الفرصة الأخيرة للبلاد”، مشدداً على ضرورة أن يسهم المجتمع الدولي في دعم السوريين “لعبور هذه المرحلة الحساسة وبناء دولة جديدة قائمة على التعددية”.

وقال إن “الشعب السوري عانى كثيراً ويستحق حياة أفضل بكل المقاييس”، داعياً الأطراف المحلية إلى تحمل مسؤولياتها “بدلاً من انتظار التغييرات من الخارج”.

النموذج اللامركزي

 

وأوضح بارزاني أن أحد أبرز العوائق أمام الحل يكمن في “النهج المركزي الذي لا يمكن أن يستمر”، معتبراً أن سوريا “لا يمكن أن تُحكم مركزياً، فهي ليست مكوّناً واحداً، بل تتألف من عرب ومسيحيين وأكراد وغيرهم”.

 

وأشار إلى أنه ناقش هذا الأمر مع الرئيس السوري، أحمد الشرع، مضيفاً أنه “قلت له إن حكم سوريا مركزياً أمر غير ممكن، لكن يجب منح الإدارة الحالية فرصة لمعرفة إلى أين يمكن أن تأخذ البلاد”.

 

ولفت رئيس إقليم كردستان العرق إلى أن أي محاولة لإعادة إنتاج النظام المركزي “ستكون مدمّرة”، موضحاً أن “تغيير الأسماء لا يكفي ما لم يتغيّر شكل الحكم ليعبّر عن جميع المكوّنات السورية”.

دعوة مباشرة للأكراد السوريين

 

وفي رسالة مباشرة إلى “قوات سوريا الديمقراطية”، قال بارازاني إن “على الأكراد الذهاب إلى دمشق بأسرع وقت، وفتح مكتب سياسي هناك، وأن يروا أنفسهم أصحاباً في سوريا لا ضيوفاً”.

 

وأضاف أنه “لا أعلم ما الذي ينتظرونه، فالاتفاق مع دمشق هو الحل الأفضل. صحيح أن مطالبتهم بالانضمام الكامل إلى الجيش السوري غير مقبولة، لكن يمكن التوصل إلى تسوية تحفظ مكانتهم ودورهم”.

 

واستشهد بارزاني بتجربة الأكراد في العراق بعد عام 2003، موضحاً أنه “عندما ذهبنا إلى بغداد كنا جزءاً من العملية السياسية وأسهمنا في تحقيق التوازن بين المكونات العراقية. هذه هي الرسالة التي أوجهها لإخوتنا في سوريا: دمشق هي عاصمتكم، شاركوا في تقرير مستقبل بلدكم”.

تحذير من تدخل “العمال الكردستاني”

 

من جانب آخر، أكد بارزاني أن استمرار تدخل حزب “العمال الكردستاني” في شؤون شمال شرقي سوريا “سيمنع أي تقدم سياسي”، مضيفاً أنه “قلنا بوضوح إن على الحزب ألا يتدخل في إدارة شمال شرقي سوريا. إذا لم يتراجع، فلن تُحلّ المشكلات”.

 

وذكر أن “دورنا كان دائماً داعماً للأكراد السوريين، ونحن نؤمن بأنهم قادرون على إدارة شؤونهم بأنفسهم، لكن من دون وصاية من أي جهة خارجية”.

 

وأكد أن “عصر الحروب الداخلية بين الأكراد قد انتهى”، مشيراً إلى أن العلاقات بين أربيل والأكراد السوريين “تمرّ أحياناً بفترات برود وأخرى من التقارب، لكنها في جوهرها ثابتة على المبدأ نفسه”.

 

وشدد رئيس إقليم كردستان العراق على أن الحل في سوريا يجب أن يقوم على “اللامركزية والمشاركة الحقيقية بين جميع المكونات”، مؤكداً أن سوريا “لا يمكن إدارتها تحت ظل نظام مركزي واحد، فكل السوريين يجب أن يشعروا أنهم أصحاب وطنهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى