أخبار سوريا

العفو الدولية تدعو فصائل السويداء إلى الكشف عن مصير حمزة العمارين

طالبت منظمة العفو الدولية، اليوم الخميس، مجموعة مسلّحة من فصائل السويداء بالكشف عن مصير العامل الإنساني حمزة العمارين، رئيس مركز الدفاع المدني السوري في درعا، والإفراج عنه فوراً بعد مرور ثلاثة أشهر على اختطافه.

ووفق بيان المنظمة، فقد فُقد العمارين في 16 تموز 2025 في أثناء توجهه إلى السويداء استجابة لنداء أممي عقب اشتباكات بين قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة المحليّة.

وبحسب شهادة أحد أقاربه لمنظمة العفو، أنّ آخر اتصال معه كان صباح اليوم التالي لاختفائه، حين طمأن زوجته قائلاً: “أنا في السويداء، أموري بخير، ولكن اعتنوا بأنفسكم.”
وأكد الدفاع المدني السوري أن أحد مسؤوليه حاول الاتصال بالعمارين في اليوم التالي، فردّ شخص مجهول الهوية وقال إن حمزة بخير قبل أن يغلق الخط.

منذ ذلك الحين، لم يُعرف مصيره، إذ أكد شهود عيان أنّ مسلحين اعترضوا سيارته المعلّمة بشعار “الدفاع المدني” قرب دوار العمران واقتادوه إلى جهة مجهولة، في حين تركوا المدنيين المرافقين له.

من هو حمزة العمارين؟

حمزة العمارين أب لثلاثة أطفال. عاش طفولته وشبابه في مخيم اليرموك المحاصر، حيث عمل ضمن فرق الدفاع المدني لإنقاذ العالقين تحت القصف. وبعد تهجير عائلته عام 2018 إلى إدلب، واصل عمله الإنساني رغم المخاطر المتكررة، من الزلازل إلى الغارات الجوية على المخيمات.
وبعد سقوط نظام الأسد، عاد إلى درعا لرؤية والديه للمرة الأولى منذ ثلاثة عشر عاماً، واستقر معهم نحو ستة أشهر قبل أن يُستدعى مجدداً للمشاركة في مهام إغاثة عاجلة في اللاذقية. لم تمضِ سوى أيام قليلة على عودته حتى اندلعت أزمة السويداء، فاستجاب لنداء الأمم المتحدة، وكان ذلك آخر ما عرفته عائلته عنه.

تصاعد التوترات في الجنوب

وكانت التوترات قد تصاعدت في جنوبي سوريا بين الفصائل المحلية المسلحة والمقاتلين من العشائر البدوية، بين 11 و12 تموز، مما أدى إلى اشتباكاتٍ مسلحة.
وفي 15 تموز، أعلنت القوات الحكومية أنها دخلت مدينة السويداء لفرض الاستقرار. وفي اليوم نفسه، شنَّت إسرائيل غارات، وفرضت حظر تجول جوية على مركباتٍ عسكرية سورية، فقتلت 15 جندياً على الأقل من القوات الحكومية. ونشب القتال ُمجدّداً بين قوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة، مما أدى إلى مزيد من تصاعد العنف، وانسحبت القوات الحكومية في وقت متأخر من الليل يوم 16 تموز.

دعوات للحماية والمساءلة

منظمة العفو الدولية شدّدت على أنّ استمرار احتجاز العمارين “يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي”، ودعت جميع الأطراف المسلحة في السويداء إلى احترام الطابع الإنساني لعمل الإغاثة، وضمان سلامة العاملين في هذا المجال.
وختم البيان بالتأكيد على ضرورة “إعادة حمزة العمارين إلى أسرته فوراً، دون أي شروط أو تأخير”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى