
من الذي استهدف حافلة الركاب على طريق دمشق–السويداء؟ ولماذا؟
يبدو أن الهجري وقيادته وعصاباته هم المستفيدون الأبرز، فقد لاحظوا أن السيطرة على السويداء بدأت تفلت من أيديهم. تصاعدت الأصوات المطالبة بالعودة إلى القرى المحروقة مع اقتراب الشتاء؛ النازحون لم يعودوا يحتملون البقاء في مراكز الإيواء ويرغبون في العودة حتى لو اضطروا للعيش بخيم داخل منازلهم.
أما الهجري وعصاباته فليسوا راغبين في عودة النازحين، لأنهم يجنون أرباحاً طائلة من تجارة المساعدات: يتحكمون في المساعدات ويبيعون جزءاً كبيراً منها في الأسواق، ويتاجرون أيضاً بالوقود، فيعرضون اللتر بأضعاف سعره ويختصون بأنفسهم بالنصيب الأكبر بحجة أن الحرس الوطني بحاجة إليه للدفاع عن المحافظة.
مع تصاعد مطالب الأهالي بالعودة بدأت مصالحهم تهتز، وكان واضحاً أن أي عودة قسرية للناس ستقضي على مشروع نهبهم ومخطط الانفصال. وفي الوقت ذاته بدأت فصائل تُنسب إلى الحرس الوطني تتصارع داخلياً، وتحمّلت اللجنة القانونية التي شكلها الهجري لإدارة شؤون السويداء نصيبها من السخط الشعبي لأنها تحولت إلى عصابة تهيمن على كل شيء دون أن تقدم شيئاً لأهل المحافظة.
إضافة إلى ذلك، احتج الناس على تعقيد السفر إلى دمشق، وأصبح حاجز شهبا أشد العوائق على الطريق، ما منع التواصل مع الشام وعرقل حركة الناس. كل هذه العوامل دفعت الهجري وعصاباته إلى البحث عن مخرج من هذا المأزق. وبعد التفكير وجدوا «الحل»: افتعال حادث أمني على طريق دمشق–السويداء، استهداف حافلة ركاب وقتل بعض الركاب لإعادة شد العصب الطائفي الدرزي وكبت المطالب الحقيقية: ينسى الناس قضية النازحين، ويتوقفون عن احتجاجاتهم ضد الحرس الوطني واللجنة القانونية، ويعودون للدوران حول قيادة الشيخ والقادة المحليين.
لذلك فإن كل أصابع الاتهام تتجه نحو الهجري وعصاباته، باعتباره المستفيد الأول والأخير من هذا العمل. فالحادث لا يخدم حكومة دمشق — بل ربما يضعها في موقف أكثر تعقيداً بينما هي تسعى للتهدئة والمصالحة مع دروز السويداء — فكيف تُجنَّد الدولة نفسها لتدبير مثل هذا الاعتداء على مدنيين؟ هذا أمر لا يقبل التصديق، لذا ابحثوا عمن له المصلحة الحقيقية: الهجري وعصاباته وداعموه مثل قسد واسرائيل، بحسب ما تشير إليه الوقائع




