أغلق عدد من محلات بيع الفلافل في مناطق سيطرة النظام في سوريا بسبب صعوبات عدة، إضافة إلى ضعف الإقبال نتيجة الارتفاع “الخيالي” لسعر القرص والسندويش، ما جعل الفلافل “أكلة للأغنياء” بعد أن ارتبطت على مدى عقود بالفقراء.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط”، الأحد، عن بائع فلافل في دمشق قوله إنه أغلق محله بعدما تراجع الإقبال على شراء الفلافل، موضحاً أن محله قبل وأثناء الحرب كان يشهد ازدحاماً كبيراً، ولكن الإقبال على محله وغيره من المحلات المشابهة، تراجع تدريجياً منذ السنة الثالثة للحرب بسبب التحليق المستمر لمستلزمات الإنتاج.
وأضاف الرجل الخمسيني الذي كان بعلاف بلقب “زعيم الفلافل”، أنه حتى السنة الخامسة للحرب كان الوضع مقبولاً، حين كان قرص الفلافل بـ 15 ليرة والسندويشة بـ 150 ليرة، قبل أن ترتفع الأسعار في خلال العامين الماضيين ليصبح سعر القرص بـ 50 ليرة والسندويشة بـ 600 ليرة، ثم إلى 75 ليرة للقرص و750 ليرة للسندويشة، فراح الإقبال يتراجع أكثر فأكثر.
ولم تقتصر الصعوبات على ضعف الإقبال بسبب الأسعار بحسب “زعيم الفلافل”، إذ أدى غياب وسائل التبريد بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة، إلى بهارات الفلافل باتت “تخرب في كثير من الأحيان ونرميها في أكياس القمامة”، مضيفاً: “لذا قررت إغلاق المحل”.
وأوضح أن تكاليف الإنتاج باهظة، فسعر أسطوانة الغاز يتراوح بين 75 إلى 100 ألف ليرة، ولتر الزيت النباتي بسبعة آلاف ليرة، وكيلو الحمص بثلاثة آلاف ليرة، عدا فواتير الماء والكهرباء، متسائلاً: “بكم سنبيع القرص والسندويشة؟”.
وختم البائع قائلاً: “يا حرام شو صار فينا. آخر شيء كنت أتصوره أن أغلق المحل. يا حرام شو صار بالناس حتى أكلة الفلافل انحرمت منها. يا حرام كانت (أكلة الفقراء)، وصارت للأغنياء بس (فقط)”.