أكد قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، أنهم لم يخترقوا الهدنة التي رعتها أمريكا وروسيا مع تركيا بالرغم من تصعيد الأخيرة، منوهاً إلى ضرورة استمرار الحوار الكردي، ومؤكداً أن تحسين الواقع الاقتصادي لا ينفك عن مكافحة الإرهاب.
جاء ذلك في ندوة حوارية افتراضية يوم الخميس، أقامها معهد “نيولاينز” الأميركي للدراسات الاستراتيجية (مقره واشنطن)، حيث قال الجنرال: إنه لم يحدث أي تصعيد أو اختراق للحدود مع تركيا طيلة تسع سنوات من وجود قوات سوريا الديمقراطية في منطقة شمال وشرق سوريا، ولم تقم أي جهة مرتبطة بقوات سوريا الديمقراطية بأي هجوم معاد للأراضي التركية.
وأوضح، أنهم يحاولون التحلي بالصبر الاستراتيجي وعدم التصعيد رغم قيام تركيا بخرق الهدن وخاصة الهدنة التي رعاها مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي السابق عام 2019، لأن أي تصعيد في المنطقة سيصب في النهاية في صالح تنظيم “داعش” الذي يزيد من نشاط خلاياه النائمة اليوم في شرق سوريا وعلى الحدود العراقية السورية.
وكشف الجنرال قائلاً: إننا على معرفة بجهود وتحرّكات خاصة قامت بها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للضغط على الجانب التركي لوقف التصعيد والهجمات التركية الأخيرة على المنطقة.
كما لفت قائد قوات سوريا الديمقراطية إلى الوجود الأمريكي في المنطقة قائلاً: إننا لا نريد للقوات الأميركية أن تبقى للأبد في سوريا، وعزمنا على قتال التطرّف لن يتأثر بالوجود أو الغياب الاميركي، خاصة أننا بدأنا بقتال داعش قبل شراكتنا مع الولايات المتحدة، ولكن الانتصار العسكري الذي حققناه يستحق أن يتم تدعيمه باستقرار سياسي بإمكان أصدقائنا في الولايات المتحدة المساعدة على إرسائه.
وأشار الجنرال إلى، أن تفجير الذي نفذه تنظيم داعش “ولاية خرسان” في كابل الذي أودى بحياة ١٣ جندياً أميركياً وعشرات المدنيين الأفغان، أحيا آمال تنظيمي “داعش” و”القاعدة” في سوريا للعودة إلى الهجمات الإرهابية.
وتابع، أن الجماعات المتطرفة من القاعدة وداعش استفادت معنوياً من انسحاب أميركا من أفغانستان والشعور بانتصار طالبان، ففي إدلب كان هناك احتفالات لأيام قام بها تنظيم القاعدة الذي يعتبر انتصار طالبان انتصاراً له، كما بدأ تنظيم داعش وخلاياه في مناطق من شمال وشرق سوريا بإرسال تهديدات ورسائل للسكان المحليين تتحدث عن أن التنظيم عائد والانسحاب الأميركي من سوريا بات وشيكاً.
واستدرك قائلاً: أن الحقائق تؤكد أن الوضع مختلف في حالتي سوريا وأفغانستان، رغم القلق الكبير الذي خلقه الانسحاب من أفغانستان في شمال وشرق سوريا، فشكل التواجد الأميركي وأثره أيضاً مختلف بالإضافة إلى أن المسؤولين الأميركيين يؤكدون نيتهم الاستمرار بالبقاء في سوريا حتى إرساء استقرار أمني كامل في المنطقة.
وبشأن الحوار الكردي، نوه الجنرال، إن الخلافات الداخلية الكردية – الكردية سبب آخر يؤثر على زعزعة الاستقرار في المنطقة، مؤكداً على ضرورة استمرار القوى الكردية بالحوار الوطني بين مختلف المكونات، إذ قطع الكرد شوطاً في هذا الحوار رغم استمرار الأزمات في شمال العراق والتي تؤثر سلباً على كل المناطق الكردية.
وأعرب قائد قوات سوريا الديمقراطية عن أمله في أن يتم وقف التصعيد في شمال العراق، لأنه شرط أساسي لنجاح الحوار الكردي- الكردي، وهو أمر ملح في هذه الفترة، فلأول مرة منذ 20 عاماً هناك مخاوف جدية من اصطدامات كردية-كردية كنا قد نجحنا طيلة العقدين الماضيين في تجنّبها ومنعها، مشدداً على حث واشنطن لدعم الحوار الكردي وسبل التقارب والمشاركة في إنهاء الخلافات.
كما نوه الجنرال إلى التحديات الاقتصادية في شمال وشرق سوريا، مشدداً على أهمية معالجتها كشرط أساسي لضمان استمرار مكافحة التطرف والإرهاب في المنطقة وتأمين الاستقرار والأمن فيها.
وقال: إن المنطقة التي تم طرد تنظيم “داعش” منها باتت مدمرة تماماً، بما في ذلك بنيتها التحتية التي تعاني من انهيار شامل ينعكس سلباً على الوضع الأمني في المنطقة، وإن تنظيم “داعش” المتطرف يحاول الاستفادة من الأوضاع الاقتصادية المتردية واستغلالها لتجنيد وجذب الشباب إلى القتال.
هذا وأشار الجنرال في ختام حديثه إلى، وجود ١٢ ألف محتجز من عائلات داعش والمقاتلين السابقين في المنطقة معظمهم متعاطفون مع التنظيم المتطرّف، وكل هذا يتطلّب تصعيد العمل على برامج اعادة التأهيل وتدعيم اقتصاد المنطقة لضمان إرساء استقرار مستدام.