كشفت مصادر أمريكية، أن الاجتماع الذي عُقد مؤخراً بجنيف، بين مبعوثي الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بحث في ملفات عدة، من بينها إبعاد إيران وميليشياتها عن الجنوب السوري، ودور تركيا في شمال سوريا، إضافة لإيصال الطاقة إلى لبنان عبر الأراضي السورية.
وقالت المصادر، السبت، إن مباحثات المسؤول الأمريكي عن ملف الشرق الأوسط بريت ماكغورك، مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، تناولت تجديد البحث بتطبيق تفاهم 2018 بالنسبة إلى محافظة درعا لإبعاد إيران وميليشياتها عن خط فك الاشتباك مع إسرائيل، وفق صحيفة “الشرق الأوسط”.
وأضافت أن ماكغورك شدد على ضرورة العودة لتطبيق اتفاق عام 2018 بعد التطورات الأخيرة في درعا، ومخاوف إسرائيل من تحول المنطقة لنفوذ إيران، الأمر الذي شددت موسكو على استبعاده.
كما تناولت المحادثات الأميركية- الروسية، خط الغاز المصري عبر الأردن مروراً بسوريا نحو لبنان، في ظل توجه أميركي لإعادة النظر ببعض العقوبات التي يفرضها “قانون قيصر”.
وأشارت المصادر الأمريكية، إلى أن ماكغورك ناقش مع نظيره الروسي تداعيات التصعيد التركي الأخير شمال سوريا، واستعداد أنقرة للتمدد شرق الفرات، نحو المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، معتبرة أن جهود ماكغورك مزدوجة.
وأوضحت: “من ناحية هو يرغب في فرملة الاندفاعة التركية، ومن ناحية ثانية يدفع باتجاه حث الأكراد على التوجه أكثر سياسياً وعبر الطاقة نحو نظام دمشق وروسيا”.
وتتهم أوساط من الحزب الجمهوري، ماكغورك بأنه “يرغب في تسليم روسيا كلياً مسؤولية ملف سوريا، وبأنه يتشارك مع كولن كال المسؤول الكبير في وزارة الدفاع الأميركية، وجهة النظر هذه وموقفه المتشدد من تركيا”.
ولفتت تلك الأوساط إلى تقديرات عن احتمال حصول تطورات ميدانية على صعيد وجود القوات الأميركية في مناطق شرق سوريا، بالتزامن مع التغيير الذي حصل على دور القوات الأميركية في العراق، وإنهائها لمهامها القتالية فيه، مشيرة إلى وجود “زحمة وفود” نحو واشنطن، لا تقتصر على الأكراد، حيث يتوقع أن تصل رئيسة “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد) إلهام أحمد، الأحد، إلى نيويورك.
ويرغب الوفد الكردي في سماع مواقف واضحة من الأميركيين، بدعم من ماكغورك، الذي تربطهم به علاقات جيدة، خصوصاً حول مخاوفهم من خطط تركية مبيتة تجاه مناطقهم.