قالت صحيفة “صباح” التركية، إن “نظام الأسد يرغب في الجلوس على طاولة المفاوضات مع أنقرة”، مؤكدة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “قدم هذه العرض مرات عدة إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان”.
وفي مقال نشرته الصحيفة، رأى رئيس مركز البحوث السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا)، برهان الدين دوران، أن “مستقبل تركيا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكيفية حل الحرب الأهلية السورية، ومسألة التعامل مع اللاجئين، والفرع السوري لمنظمة العمال الكردستاني”، في إشارة إلى حزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD).
وقال دوران إن منطق التطبيع في السياسة الخارجية التركية، مع الجهات الفاعلة في الشرق الأوسط، وفتح صفحات جديدة، يرتبط بالتغيرات الجيوسياسية العالمية والإقليمية، وليس وفق العواطف الداعية للتعايش مع الجميع، كما أنه لا يمكن أن يتحقق بناء على رغبة طرف واحد.
وأضاف أن نهج تركيا الحالي لا يهدف إلى الإطاحة بالنظام السوري، وإنما تحقيق هدفين رئيسين وهما، عودة آمنة للاجئين السوريين، ومنع تشكيل حزام “إرهابي” للفرع السوري لـ “العمال الكردستاني”، مشدداً على أن ذلك ما يهدف إليه إنشاء منطقة آمنة وتثبيت الوجود العسكري في إدلب، الذي منع حركة لجوء جديدة إلى تركيا.
وأضاف: “لا يمكن تحقيق هذين الهدفين إذا لم يتم دمج المعارضة السورية في إدارة جديدة شاملة في سوريا”.
وحول إمكانية التطبيع بين أنقرة والنظام السوري، رأى أنه يجب أن يسبق ذلك حراك من دمشق لهذا الغرض، مشيراً إلى الحديث عن لقاءات استخباراتية بين أنقرة ودمشق، بهدف بدء الحراك الدبلوماسي، حيث يجب قطع مسافة كافية في المحادثات الاستخباراتية.
وشدد على أنه يجب وقبل أي شيء، أنه تكون دمشق مستعدة وجاهزة لإعادة أبناء شعبها إلى بلادهم، وعليه فيجب أن تهتم بالعمليات السياسية التي تشارك فيها المعارضة، وأن تتوقف عن دفع الملايين في إدلب باتجاه الحدود التركية بسبب القصف.
واعتبر أن المصالحة بين أنقرة ودمشق قد تقضي على “وحدات حماية الشعب” الكردية، الجناح العسكري لـ “الاتحاد الديمقراطي”، ولكن التساؤلات تكمن في “هل يمكن تحقيق ذلك دون انسحاب القوات الأمريكية بشكل كامل من سوريا؟ وهل أيضاً يمكن الوثوق بإدارة دمشق فيما يتعلق بالمعارضين واللاجئين؟