قال السفير التركي السابق عمر أونهون، إن روسيا تعد طرفا فاعلا رئيسيا في سوريا، وهي ناشطة عسكريا في المعركة هناك، ولفت إلى أن عملية “آستانا” مهدت الطريق للتعاون بين أنقرة وموسكو، إلا أن احتمال حدوث صدع لا يزال موجودا إلى حد كبير لا سيما في إدلب.
وفي مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط، أشار أونهون إلى أنه “على الرغم من اتفاق عام 2018، استولى النظام السوري وروسيا على نصف المحافظة، وتضم المعارضة الموجودة في إدلب التي يتم استهدافها بشكل متكرر من قبل النظام، آلاف المسلحين من هيئة تحرير الشام وغيرها من الجماعات المتطرفة في الغالب”.
ونوه إلى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي قال: “يحتاج الزملاء الأتراك إلى تنفيذ الاتفاقات التي توصل إليها رئيسا روسيا وتركيا في سبتمبر (أيلول) 2018، وتنص هذه الاتفاقات على فصل المعارضة الطبيعية المعقولة عن الإرهابيين وبشكل أساسي عن هيئة تحرير الشام”.
وأضاف: “صحيح أن هذا العمل جار ولكنه للأسف لم يكتمل بعد. وحول تطورات درعا، قال لافروف: “بالنسبة لدرعا، وعلى مستوى أوسع في سوريا، فإنه لا يجب أن تسيطر أي فصائل مسلحة غير الجيش السوري على أي أرض”.
يرى السفير التركي تصريحات لافروف بمثابة رسالة لما يمكن توقعه في المستقبل، فما سيحدث لإدلب وسكانها البالغ عددهم 3.4 مليون نسمة في حال شن حملة عسكرية شاملة من قبل نظام الأسد والروس، يشير إلى احتمال المواجهة.
وقال إن الهجوم الذي استهدف دورية تركية في إدلب، وأدى لمقتل جنديين تركيين، وإصابة 3 آخرين، يبدو أنه جاء في وقت حرج، فقد كانت حادثة 24 تشرين الثاني 2015، عندما أسقطت تركيا طائرة عسكرية روسية من طراز (SU-24) في سوريا، بمثابة مثال واضح على الكيفية التي يمكن أن تتحول بها الأمور بين البلدين.
ولفت إلى أن روسيا أوقفت كل خدمات الشركات التركية تقريبا في أراضيها، فضلا عن منع زيارة الروس لتركيا، كما تأثرت الأنشطة العسكرية التركية في سوريا بشكل خطير، وعززت روسيا وجودها في دمشق بمعدات عسكرية متطورة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي.
صعدت طائرات روسية من قصفها لمناطق في إدلب شمال غربي سوريا، قبل قمة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان نهاية الشهر الجاري.
وكان مسؤولان تركيان قالا الجمعة، إن الرئيس التركي سيزور روسيا في وقت لاحق هذا الشهر لإجراء محادثات مع نظيره الروسي بشأن العنف في شمال غربي سوريا.