طلبت نظيرة كورية الرئيس المشارك للحزب الاتحاد السرياني في شمال شرقي سوريا، من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الأحد، إشراك المكون السرياني في عملية كتابة الدستور المستقبلي لسوريا.
ووفقاً لنورث برس قالت كورية وتشغل أيضاً منصب عضو في حزب الاتحاد السرياني في واشنطن، إنها طالبت الإدارة الأميركية، بالضغط لوقف الاعتداءات التي تتعرض لها القرى السريانية والآشورية من قبل الجيش التركي والفصائل الموالية له.
وأضافت كورية، أن السريان كمكوّن أصيل في المجتمع السوري، يواجه عدّة تحديّات ومخاطر وجودية “تتطلّب إشراكاً جدياً للسريان في العملية السياسية وصياغة شكل المستقبل في المنطقة بشكل يحقق الظروف الكفيلة ببقاء من بقي من السريان في أرضهم بالإضافة إلى تشجيع المغتربين على العودة”.
وقالت أيضاً: “حزب الاتّحاد السرياني يحارب على عدّة جبهات للحفاظ على الوجود السرياني في المنطقة”.
وتأسس الحزب في عام ٢٠٠٥، وشارك في الحراك السياسي شمال شرقي سوريا، وأسهم في تأسيس المؤسسات العسكرية والثقافية في المنطقة، كما قاتلت قوّاته تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتشدد، “ولا نزال نخوض حتى اليوم معارك دامية مع تركيا في القرى الحدودية”.
ويكاد يكون “حزب الاتحاد السرياني” المتواجد في شمال شرقي سوريا، الحزب المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط الذي يقاتل لأجل حقوق مدنية وقومية وسياسية لمجتمع مسيحي مشرقي، بينما يغيب عامل العمل السياسي والعسكري عن معظم المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط.
وبحسب إحصائيات منظمة “Open Doors” المتابعة لحركة الهجرة واللجوء حول العالم، فإن أعداد المسيحيين في سوريا تراجعت خلال العقد الأخير من ٢.٢ مليون نسمة إلى أقل من ٧٧٧ ألف.
وترى كورية أن المكوّن السرياني لا يزال يحتاج الكثير من الدعم السياسي والأمني والاقتصادي لضمان استمرار الوجود السرياني والآشوري التاريخي في المنطقة.
ودعت إلى حوار منفتح وحقيقي يتوصّل من خلاله سكان المنطقة إلى اعتراف علني وصريح بجميع المكوّنات بما فيها السريان.
وفي حوارها مع برنامج “واشنطن أونلاين” الذي تبثه شبكة “نورث بلس” قالت كورية، إن الخطر الذي تعرّض لها السريان والآشوريين في خلال العقد الأخير، وتحديداً أسر أكثر من ١٥٠٠ سرياني آشوري من قبل تنظيم “داعش” أدى إلى موجة الهجرة الأكبر من المنطقة والتي تهدّد الوجود السرياني ككل مستقبلاً.
وتقول كورية: “لا وجود للسريان أو الثقافة السريانية إذا غادر الجميع ولم يبق هناك أي ارتباط بهذه الأرض”.
وتضيف: “نتفهّم تماماً ظروف من غادر وهاجر من السريان، ولكن أملنا هو ألا يقتلع هؤلاء أنفسهم من جذورهم”.
ودعت كورية سريان المهجر إلى عدم التخلّي عن ممتلكاتهم ومنازلهم في المنطقة، كما حثّت الجاليات السريانية في الولايات المتحدة وأوروبا إلى تشكيل “لوبي سرياني” أو جماعة ضغط سياسية تعمل على حثّ الحكومات الغربية والأميركية على دعم وجود المكوّن السرياني وحقوقه على أرضه التاريخية.
وقالت نظيرة كورية العضو في حزب الاتحاد السرياني في واشنطن: “هدفنا يكمن في خلق الظروف الاقتصادية والاجتماعية المساعدة للمجتمع السرياني ليبقى في أرضه، لأن خلاصنا يكون عبر تواجدنا في أرضنا، أما الهجرة فتعني ضياع الهوية للأبد”.