
زار وفد من الكونغرس الأميركي العاصمة السورية دمشق أمس الجمعة، في أول زيارة من نوعها منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، حيث التقى النائب الجمهوري كوري ميلز الرئيس السوري أحمد الشرع، وبحث معه العقوبات الأميركية وملف إيران خلال اجتماع استمر 90 دقيقة، وفق ما أفاد أحد أعضاء الوفد.
وأفاد المصدر أن زميله في الوفد، النائب الجمهوري مارلين ستاتزمان، من المقرر أن يلتقي بالرئيس الشرع اليوم السبت، رغم استمرار خضوع الأخير لعقوبات أميركية ودولية.
وتُعد هذه الزيارة الأولى التي يجريها مشرّعون أميركيون إلى سوريا منذ اندلاع الثورة عام 2011، حيث وصل النائبان كوري ميلز (عضو لجنتي الشؤون الخارجية والخدمات المسلحة) ومارلين ستاتزمان، وكلاهما من الحزب الجمهوري، إلى دمشق للقاء عدد من المسؤولين في الحكومة الجديدة.
دوافع الزيارة
وفي رده على سؤال بشأن لقائه المرتقب مع زعيم يخضع لعقوبات، استشهد ستاتزمان بأمثلة من إدارة الرئيس ترمب التي أجرت محادثات مع قيادات في إيران وكوريا الشمالية، قائلاً: “لا ينبغي أن نخشى التحدث مع أحد”، مبدياً اهتمامه بكيفية تعامل القيادة السورية مع ملف المقاتلين الأجانب وإدارة دولة ذات تركيبة سكانية متعددة.
في السياق ذاته، أجرى النائبان جولات ميدانية شملت أجزاء مدمرة من العاصمة السورية، كما التقيا بقيادات مسيحية، ويخططان لعقد لقاءات إضافية مع عدد من الوزراء.
وفي تصريحات لوكالة “رويترز”، قال ستاتزمان: “هناك فرصة هنا – وهذه الفرص لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر. لا أريد أن تُدفع سوريا إلى أحضان الصين أو تعود إلى أحضان روسيا وإيران”.
وكانت الإدارة الأميركية قد سلّمت الحكومة السورية في وقت سابق قائمة شروط لتخفيف جزئي للعقوبات، من بينها إبعاد المقاتلين الأجانب من مواقع السلطة، إلا أن الانخراط الأميركي مع دمشق ما زال محدوداً.
ونُظّمت هذه الزيارة من قبل منظمة “التحالف السوري الأميركي من أجل السلام والازدهار”، ومقرها الولايات المتحدة، والتي تسعى لتقريب وجهات النظر بين واشنطن ودمشق بعد التغيير السياسي.
وأشار ستاتزمان إلى أن مواطنين سوريين في دمشق تحدّثوا إليه عن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية في الجنوب ومحيط العاصمة، وقال إن إسرائيل أرسلت أيضاً قوات برية إلى جنوبي سوريا وتضغط على واشنطن لإبقاء البلاد ضعيفة ومجزأة.
وختم ستاتزمان بالقول: “آمل أن يتم تأسيس حكومة قوية في سوريا تدعم شعبها، ويحظى فيها بثقته، وأن تقوم علاقة قوية بين سوريا وإسرائيل. أعتقد أن هذا ممكن، وأقولها بصدق”.