
قال عضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” وعضو اللجنة العسكرية للتفاوض مع حكومة دمشق، سيبان حمو، إن “قسد” مستعدة للانضمام إلى الجيش السوري الجديد، بشرط أن يتم الدمج على “أسس تحترم هوية قسد ونضالها وتضحياتها، وتحفظ حقوق جميع مكونات الشعب السوري دون استثناء” على حد تعبيره.
واعتبر حمو أن خطوات الحكومة السورية هي التي ستحدد ما إذا كانت عملية الدمج “ستتسارع أو ستتباطئ أو ربما تتجمد”. وفق لقاء نشره المركز الإعلامي لـ”قسد” أمس.
شروط “قسد” للاندماج في قوات الجيش السوري
قال “حمو” إن عملية الاندماج ضرورة لبناء الجيش السوري، وتابع “في الحقيقة، لا يمكن بناء جيش سوري وطني من دون مشاركة قسد، بهذا الإطار أعلنا استعدادنا للانضمام إلى الجيش الجديد، وهذا هو هدفنا الاستراتيجي”.
ونفى “حمو” الاتهامات بتعطيل أو إبطاء عملية الدمج، موجها أصابع الاتهام إلى أطراف أخرى إذ قال “لكن هناك بعض الأطراف تحاول تفسير عملية الدمج وفق رؤى ضيقة لا تزال أسيرة ذهنية النظام السابق”.
وزعم أن “تلك الأطراف تسعى إلى القضاء على قواتنا أو إلغاء هويتها السياسية والاجتماعية والإدارية، وهو ما لن نقبله إطلاقاً، لأن مثل هذه المحاولات لا يمكن وصفها بالوطنية ولا تندرج ضمن أهداف مشروعة”.
وأكد أن الدمج الذي تطالب به “قسد” يجب أن يحفظ “هويتها ويحترم نضالها”. وتابع “لسنا نتحدث هنا فقط عن شمال وشرقي سوريا، بل عن جميع المكونات السورية التي ينبغي أن تشارك في بناء سوريا الجديدة، السنة، الدروز، المسيحيون، الكرد، والعلويون”.
اجتماع دمشق.. و”اتهامات بالتهميش”
“حمو” قال إن الأجواء كانت إجابية خلال الاجتماع الأخير في دمشق، بمشاركة عدد من المسؤولين الأميركيين، موضحا أنه “لم يتم التوصل إلى أي نتائج ملموسة، واقتصرت المخرجات على وعودٍ شفهية وآمال عامة دون اتفاقات واضحة ومكتوبة”.
واتهم القيادي الحكومة السورية “بالفشل في إشاعة الطمأنينة بين مختلف المكونات السورية”، زاعما أنها لم تتخذ أي خطوات جدية لإزالة المخاوف، بل ارتكبت مقاربات وصفها بـ”الكارثية” في إشارة إلى أحداث الساحل والسويداء.
ورأى حمو أن هذه الممارسات تعرقل جهود دمج “قسد” في المؤسسات الوطنية، وتبرز الحاجة إلى استمرار وجود القوات في مناطقها لحماية المدنيين، على حد قوله.
وانتقد “حمو” الأحداث التي وقعت في حيي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب، زاعما أن القوات السورية حاصرت الحي وهاجمته من عشرة محاور، في محاولة لتكرار سيناريو السويداء والساحل، على حد وصفه.
واتهم حمو الحكومة بإقصاء السوريين الكُرد والمكونات الأخرى في شمال وشرقي سوريا من مؤسسات القرار، بما في ذلك مؤتمرات الحوار وصياغة الدستور وتشكيل الحكومة.
“عفرين معيار للنوايا”
قدّم “حمو” قضية عفرين كمثال واضح يمكن للحكومة أن تبادر به لإثبات نيتها في بناء جيش وطني، من خلال “عودة المهجرين، وتعويض المتضررين، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات”. واعتبر أن موقف الحكومة من عفرين سيكون المعيار الحقيقي لمواقفها تجاه باقي المناطق السورية.
حمو اعتبر أن “قوات سوريا الديمقراطية تمثل قوة سورية وطنية جامعة، قادرة على التنسيق مع جميع المكونات من السنة والكرد والدروز والعلويين والمسيحيين، وحتى مع حكومة دمشق”. وأكد استعداد “قسد” لتكون نواة الجيش السوري الجديد وضمانة لتصحيح المسار السياسي والعسكري.
مصدري عسكري سوري: الجيش ليس مكانا للتجارب
تصريحات حمو تأتي مع استمرار المفاوضات بين دمشق و”قسد” في ملف الاندماج، وفي وقت سابق قال مصدر عسكري لتلفزيون سوريا، إن الانضمام للجيش العربي السوري يحتاج للعديد من المقومات وهو “ليس مكانا للتجارب”، مؤكدا أن بناءه يتم بتوجهيات من القيادة.
وأضاف المصدر (طلب عدم ذكر هويته) أن “بناء الجيش يتم وفق خطة زمنية وخطوات متسارعة وضمن توجيهات قيادية مباشرة”. وتابع قائلا “الجيش هو نتيجة حتمية لانتصار الثورة السورية وتشكيله لم يأت من منجزات هامشية وإنما كان بعد معركة تاريخية تذكرها الأجيال”.
وجاءت تصريحات المصدر العسكري، عقب إعلان قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي عن التوصل إلى “اتفاق مبدئي” مع الحكومة السورية حول آلية دمج قواته ضمن الجيش السوري كـ“تشكيلات عسكرية كبيرة” وليس بشكل فردي.
وقال عبدي في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس “نحن نتحدث عن عدد كبير، عشرات الآلاف من الجنود، بالإضافة إلى الآلاف من قوات الأمن الداخلي. هذه القوات لا يمكنها الانضمام إلى الجيش السوري بشكل فردي، مثل الفصائل الصغيرة الأخرى. بل ستنضم كتشكلات عسكرية كبيرة تشكلت وفقًا لقواعد وزارة الدفاع”.