الثوار فعلوها ودخلوا العاصمة.. العهد إسقاط النظام
قال متحدث باسم البيت الأبيض، إن الرئيس جو بايدن كان يعبر عن تضامنه مع المحتجين في إيران من خلال القول أمام حشد من أنصاره “سنحرر إيران”.
ويأتي هذا التعليق بعد يوم من إدلاء بايدن بتصريحات أمام تجمع حاشد في ولاية كاليفورنيا، حيث تعهد “بتحرير إيران، قائلاً: “لا تقلقوا، سنحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريباً”.
ولم يسهب بايدن في الكلام، كما لم يحدد الإجراءات الإضافية التي سيتخذها خلال التصريحات التي ألقاها في كلية ميراكوستا بالقرب من سان دييجو. واندلعت احتجاجات على مدى سبعة أسابيع في إيران في أعقاب وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، في أثناء احتجاز شرطة الأخلاق الإيرانية لها.
وقالت الولايات المتحدة إنها ستحاول إخراج إيران من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة، والمكونة من 45 عضواً، بسبب إنكار الحكومة لحقوق المرأة والقمع الوحشي للاحتجاجات.
العاصمة طهران تخرج عن السيطرة والوضع على كف عفريت.. فعلها الشعب
شهدت مدينة زاهدان الإيرانية اشتباكات بين متظاهرين وأفراد الشرطة، مع استمرار موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وأظهرت مقاطع منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي قوات الأمن تطلق الرصاص على المتظاهرين في المدينة، بعد 4 أسابيع من سقوط قتلى خلال احتجاجات بعد اتهام مسؤول في الشرطة باغتصاب فتاة.
وأفادت وسائل إعلام رسمية بمقتل شخص وإصابة 14 آخرين في المظاهرات التي نظمت الجمعة.
كيف يعاقب الغرب شرطة الأخلاق الإيرانية مرهوبة الجانب؟
وتشهد إيران مظاهرات مستمرة منذ مقتل الشابة مهسا أميني بعد احتجازها من قبل شرطة الأخلاق في سبتمبر /أيلول.
ويوم الجمعة، خرجت مظاهرات حاشدة في زاهدان عاصمة محافظة سيستان بلوشستان، رغم إعلان السلطات تسريح اثنين من قيادات الشرطة على خلفية عمليات قمع المظاهرات نهاية الشهر الماضي.
وأظهرت مقاطع مصورة تلقتها خدمة بي بي سي الفارسية دماء على الأرض، بينما يردد المتظاهرون شعارات مناهضة للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
وأوضح مقطع مصور أن أحد المصابين طفل، وعلق أحد المتظاهرين قائلا “لقد أطلقوا الرصاص على طفل عمره 12 عاما”. وحاول متظاهر آخر إسعاف الطفل.
ومن النادر أن تقوم السلطات الإيرانية بتسريح أي من قيادات الشرطة بسبب قمع المظاهرات، ولكن حتى هذه الإجراءات فشلت هذه المرة في تهدئة الغضب الشعبي.
وتقع محافظة سيستان بلوشستان، على الحدود مع باكستان وأفغانستان، ويقطنها غالبية من السنة.
وقالت السلطات الإيرانية إن عناصر الشرطة تعرضوا لهجمات من الانفصاليين البلوش، وهو الأمر الذي نفاه إمام أكبر مسجد في مدينة زاهدان.
قوات الأمن الإيرانية تستخدم الذخيرة الحية في مواجهة الاحتجاجات المتصاعدة
ولا زالت المظاهرات في إيران مستمرة لأسابيع منذ مقتل مهسا أميني.
وكانت مهسا قد اعتقلت من قبل دورية شرطة في طهران، بحجة عدم التزامها بقواعد الثياب المفروضة على النساء.
واتهم شهود عيان عناصر الدورية بضرب الشابة داخل سيارة شرطة.
ونقلت مهسا من مركز احتجاز إلى مستشفى في العاصمة طهران، وفقا لما أفادت به الشرطة.
وأفادت تقارير بأنها تعرضت للضرب المبرح، من قبل أفراد الشرطة، وضربوا رأسها في إحدى السيارات بقوة. ولكن السلطات تنفي صحة هذه التقارير.
وقال مركز إيران لحقوق الإنسان، ومقره النرويج، إن 234 متظاهرا، بينهم 29 طفلا، قد قتلوا من قبل قوات الشرطة حتى الآن.
وتتهم السلطات جهات أجنبية بتأجيج المظاهرات.
“احتدام موجة الاحتجاجات”
شهدت إيران مظاهرات سابقة، لكنها ليست بهذا الشكل.
فقبل نحو شهر قتل عدد من الأشخاص في مدينة زاهدان. وكان ذلك اليوم الأكثر دموية في الأسابيع التي شهدت المظاهرات، وهو الأمر الذي لم يوقف المظاهرات، سواء في المدينة أو في بقية محافظات البلاد.
وعلاوة على القتلى، اعتقل نحو 13 ألف شخص على خلفية المظاهرات، وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها من رفض السلطات الإفراج عن جثث بعض القتلى، لأنها تعرف أن كل جنازة تثير المزيد من الغضب والحزن.
ولا تزال الرواية الرسمية تتمحور حول أن المظاهرات مدفوعة من قبل “مثيري الشغب” وأنهم يتلقون التمويل من دول غربية.
ويصعب تصور ذلك مع ورود صور لتلميذات بين صفوف المتظاهرين، يعترضن على إجبار النساء على ارتداء الحجاب.
ومن الصعب حاليا تصور أن تواصل شرطة الأخلاق ممارسة رقابتها على أزياء النساء بنفس الأسلوب الذي تتبعه منذ عقود.
وقد أصبحت المظاهرات الآن تتعدى فكرة حقوق النساء وأزيائهن بشكل كبير.
ففي السابق، كانت الاحتجاجات تنتهي تدريجيا، أو يتم قمعها بشكل مباشر. لكن هذه المرة، تتزايد حدة المظاهرات بمرور الوقت.
وحتى الآن، لم تطلق السلطات القوة الكاملة لجهازها الأمني، لكنها ستبذل كل استطاعتها للحفاظ على النظام.
ويبدو أن المتظاهرين، وعلى رأسهم الجيل الجديد من الفتيات والنساء والرجال، على استعداد لفعل ما يلزم لتغيير حياتهم ومستقبلهم وأكثر من ذلك.
قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن “أفعال الفوضى” غير مقبولة في تحذير واضح للمحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع تعبيرا عن غضبهم بعد وفاة شابة كانت شرطة الأخلاق تحتجزها.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أنه أمر بالتحقيق في قضية مهسا أميني(22 عاما) التي توفيت في الأسبوع الماضي بعدما ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب ارتدائها “ملابس غير لائقة”.
وقال رئيسي، الذي يواجه أكبر احتجاجات في البلاد منذ 2019، “هناك حرية تعبير في إيران… لكن الفوضى غير مقبولة”.
ولعبت النساء دورا بارزا في الاحتجاجات، إذ يقمن بالتلويح بأغطية رؤوسهن وحرقها، وقامت بعضهن بقص شعرهن في الأماكن العامة.
ودعا الحرس الثوري الإيراني السلطة القضائية في البلاد إلى محاكمة “الذين ينشرون أخبارا كاذبة وشائعات” في محاولة على ما يبدو للسيطرة على الاحتجاجات في أنحاء البلاد بعد مقتل شابة في الحجز لدى الشرطة.
وعبر الحرس الثوري في بيان عن تعاطفه مع أسرة أميني وذويها.
وكان التحذير مؤشرا واضحا على أن قوات النخبة مستعدة لتصعيد حملة القمع على المظاهرات.
ونشرت منظمة هنجاو الكردية مقطعا مصورا يُسمع به دوي إطلاق نار كثيف خلال احتجاج، واتهمت قوات الأمن باستخدام أسلحة ثقيلة وشبه ثقيلة ضد المدنيين في بلدة أشنوية في شمال غرب البلاد.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة تلك الأنباء.
وأضرم محتجون في طهران وعدة مدن إيرانية النار في مركزين ومركبات للشرطة في وقت سابق الخميس مع تواصل الاضطرابات لليوم السادس، ووردت أنباء عن تعرض قوات الأمن لهجمات.
وذكرت مواقع إخبارية إيرانية أن وزارة المخابرات الإيرانية حاولت تخفيف زخم الاحتجاجات، وقالت إن المشاركة بها غير قانونية وإن كل من يشارك سيكون عرضة للمحاكمة.
وقال رئيسي إن حجم التغطية لقضية أميني جاء نتيجة “ازدواج المعايير”.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بأن من المقرر أن تخرج مظاهرات مؤيدة للحكومة الجمعة، وخرج البعض في مسيرات بالفعل في الشوارع.
وتركزت معظم الاحتجاجات في شمال غرب إيران الذي تقطنه أغلبية كردية لكنها امتدت إلى ما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة. واستخدمت الشرطة القوة لتفريق المحتجين.
وأمر رئيس السلطة القضائية غلام حسين محسني باتخاذ إجراءات عاجلة في قضية مثيري الشغب “للحفاظ على أمن المواطنين وسلامتهم” ، وفق ما أوردته وكالة تسنيم للأنباء.