أخبار سوريا

“هيومن رايتس ووتش”: معتقلو مخيمات شمال شرقي سوريا يواجهون مستقبلاً غامضاً

قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إن عشرات الآلاف من الأشخاص المعتقلين في مخيمي الهول وروج شمال شرقي سوريا “يواجهون مستقبلاً غامضاً”، مشيرة إلى أن “الظروف مزرية وتأخر عمليات العودة، وتجميد التمويل الأميركي يغذي عدم الاستقرار”.

وفي تقرير لها، أوضحت المنظمة أن تعليق الحكومة الأميركية للمساعدات الأجنبية للمنظمات غير الحكومية العاملة في هذه المخيمات “يؤدي إلى تفاقم الظروف المهددة للحياة، مما يزيد من زعزعة استقرار الوضع الأمني الهش”.

وأكدت المنظمة الحقوقية أنه “ينبغي لجميع الحكومات أن تعيد بشكل عاجل مواطنيها المعتقلين تعسفياً في شمال شرقي سوريا إلى أوطانهم”، مضيفة أنه “في انتظار الإعادة، ينبغي لجميع أطراف النزاع، بما في ذلك الحكومة السورية، التعاون لضمان أمن المعسكرات والسجون التي تؤوي المشتبه بهم من تنظيم داعش وعائلاتهم واتخاذ خطوات عاجلة لتحسين الظروف المزرية”.

وشددت على أنه “ينبغي لأي تسوية سياسية في المنطقة أن تشمل إنهاء الاحتجاز التعسفي لأولئك الذين يُزعم أنهم على صلة بتنظيم الدولة وعائلاتهم، وضمان الإجراءات القانونية الواجبة للأفراد المتهمين بارتكاب الانتهاكات والجرائم”.

المنظمات الإنسانية تواجه صعوبة في استمرار عملها

وقالت الباحثة البارزة في شؤون الشرق الأوسط في “هيومن رايتس ووتش”، هبة زيادين، إنه “لا ينبغي ترك الأشخاص المحتجزين بشكل غير قانوني في مخيمي الهول وروج يعانون إلى الأبد، يجب تضمين وضعهم المزري في المناقشات حول مستقبل سوريا، ويجب أن تدفع هشاشة الوضع في سوريا الدول إلى إعادة مواطنيها إلى أوطانهم بشكل أكثر إلحاحاً”.

ونقلت المنظمة عن مسؤول إنساني كبير في الاستجابة لشمال شرقي سوريا قوله إن “التأثيرات الفورية والكبيرة لتعليق التمويل محسوسة في جميع أنحاء الاستجابة”، موضحاً أن “أوامر وقف العمل تركت المنظمات غير متأكدة من كيفية المضي قدما ًفي تسليم السلع الأساسية، مثل الكيروسين والمياه، مما أدى إلى تفاقم النقص الموجود مسبقاً”.

وأشار المصدر إلى أن “استجابة شمال شرقي سوريا ستواجه صعوبة في الاستمرار إذا لم يتم إعفاء مكتب المساعدات الإنسانية من تجميد التمويل أو تقديم إعفاء عاجل من واشنطن العاصمة”.

الاحتجاز الشامل عقاب جماعي وجريمة حرب

وقالت “رايتس ووتش” إن “مصير أولئك الذين يُزعم أنهم ينتمون إلى داعش، سواء في المخيمات أو في السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية، يجب أن يكون قضية محورية في المناقشات حول مستقبل سوريا”، مشددة على أن “إطالة أمد احتجازهم دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة ليس غير قانوني فحسب، بل إنه غير مقبول أيضاً”.

واعتبرت المنظمة أن “احتجاز الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا للأجانب إلى أجل غير مسمى دون منحهم الفرصة للطعن في شرعية وضرورة احتجازهم، هو احتجاز تعسفي وغير قانوني”، لافتة إلى أن “الاحتجاز الشامل لأفراد عائلات المشتبه بهم في تنظيم داعش يرقى إلى العقاب الجماعي ويعتبر جريمة حرب “.

وطالبت الدول التي ينتمي إليها المحتجزين “بالوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، من خلال إعادة مواطنيها إلى أوطانهم، ومقاضاة المسؤولين عن الجرائم، وتقديم الدعم لإعادة الإدماج”.

وأكدت الباحثة في “هيومن رايتس ووتش” أنه “بدون اتخاذ إجراءات عاجلة، فإن الظروف المزرية في مخيمي الهول وروج سوف تتفاقم، مما يؤدي إلى تأجيج عدم الاستقرار في المنطقة وخارجها”، مشيرة إلى أن “آلاف الأرواح، وكثير منهم من الأطفال، معلقة في الميزان، ولا ينبغي السماح باستمرار الوضع الراهن الذي لا يمكن الدفاع عنه على مدى السنوات الست الماضية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى