
أكدت الولايات المتحدة الأميركية أن هناك إشارات واضحة على أن إيران تحاول إعادة تأسيس وجودها في سوريا، مؤكدة أن الولايات المتحدة لا يمكنها دفع تكاليف سجون “داعش” في شمال شرقي سوريا إلى الأبد.
وفي كلمة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، أمس الأربعاء، قالت القائمة بأعمال بعثة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، دورثي شيا، إن واشنطن “تعتقد أنه ينبغي لأعضاء مجلس الأمن الاستمرار في حث المجتمع الدولي على تمثيل أوسع للأصوات السورية في مستقبل سوريا”.
وأشارت إلى اللقاءات الأخيرة التي أجراها وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيرو، مع الزعماء الإقليميين، وسلط خلالها الضوء على الحاجة إلى انتقال شامل في سوريا.
وذكرت السفيرة شيا أن وزير الخارجية الأميركي أكد على ضرورة “منع سوريا من أن تصبح ملاذاً آمناً للإرهاب”، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة “تريد أن تحرم سوريا الجهات الأجنبية الخبيثة من فرصة استغلال المرحلة الانتقالية في سوريا لتحقيق أهدافها الخاصة”.
إيران تعيد تأسيس وجودها في سوريا
وقالت المسؤولة الأميركية إنه “على مدى سنوات عديدة، سمح نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، لإيران ووكلائها الإرهابيين، بما في ذلك حزب الله، باستخدام الأراضي السورية لتهديد الأمن الإقليمي والاتجار بالأسلحة الخطيرة”.
وأعربت عن قلق الولايات المتحدة إزاء التقارير التي تتحدث عن تشكيل مجموعات جديدة في سوريا تعمل على التحريض على العنف، بما في ذلك السعي إلى جر إسرائيل إلى صراع مباشر، مضيفة أن التقارير تشير إلى أن هذه المجموعات تتلقى الدعم المالي واللوجستي من إيران، حتى بعد رحيلها من سوريا.
وأكدت السفيرة شيا أن “العلامات التحذيرية التي تنذر بالنفوذ الإيراني الخبيث ونيته إعادة ترسيخ وجوده في سوريا واضحة، ولهذه الأسباب، يتعين علينا أن ندعو إيران بشكل جماعي إلى التوقف عن تقويض استقرار سوريا وأمنها”.
لا يمكن تحمل تكاليف سجون “داعش” إلى الأبد
من جانب آخر، قالت المسؤولة الأميركية إن “الأعمال العدائية المسلحة المستمرة في شمالي سوريا تثير القلق، وستواصل الولايات المتحدة السعي إلى وقف إطلاق النار الذي سيمكن شركاءنا المحليين من التركيز على مكافحة داعش والحفاظ على أمن مراكز الاحتجاز ومخيمات النازحين”.
وأوضحت أنه “منذ الهزيمة الإقليمية لداعش، لعبت المساعدات الأميركية دوراً حيوياً في إدارة وتأمين مخيمي الهول وروج للنازحين في شمال شرقي سوريا، والأهم من ذلك، المرافق التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية والتي تحتجز الآلاف من مقاتلي داعش”، مضيفة أن “هذه المساعدات لا يمكن أن تستمر إلى الأبد”.
واعتبرت السفيرة شيا أن الولايات المتحدة “تحملت قدراً كبيراً من هذا العبء لفترة طويلة، وفي نهاية المطاف، لا يمكن أن تظل المعسكرات مسؤولية مالية مباشرة تقع على عاتق الولايات المتحدة”، داعية الدول إلى إعادة مواطنيها النازحين والمحتجزين الذين ما زالوا في المنطقة إلى أوطانهم على وجه السرعة.
خطوات إيجابية في سوريا
في السياق، أعربت السفيرة شيا عن ترحيبها بزيارة رئيسة المؤسسة المستقلة المعنية بالمفقودين في سوريا، كارلا كوينتانا، إلى سوريا، كما أعربت عن تشجيعها للتعاون الوثيق مع المعهد الدولي للشرطة الجنائية، بما في ذلك افتتاح مكتب له في دمشق.
واعتبرت أن ذلك “من شأنه أن يساعد أسر المفقودين في الحصول على الإجابات التي يستحقونها منذ فترة طويلة، بما في ذلك المواطنون الأميركيون ومواطنو الدول الشريكة المفقودون في سوريا”.
وأكدت السفيرة شيا أنه “لتحقيق هذه الغاية، نواصل أيضاً تشجيع التعاون مع الآلية الدولية المحايدة والمستقلة، ومجموعات المساءلة السورية”.
وأشارت إلى أن ترحيب الولايات المتحدة بحصول الأمم المتحدة على موافقة لاستئناف تسليم المساعدات الإنسانية عبر معبر باب الهوى، مؤكدة أن واشنطن “تواصل تشجيع الوصول المستدام للمساعدات”.
وأكدت القائمة بأعمال بعثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة على “مواصلة التواصل الوثيق مع حلفائنا وشركائنا، ونؤكد على أهمية تحقيق الاستقرار في سوريا لجعل بلدنا والمنطقة أكثر أمناً”.