تحدثت صحيفة “الشرق الأوسط” عن أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان سيكون له وقع أعمق في سوريا، لأسباب كثيرة، أهمها أن معظم اللاعبين في سوريا منخرطون بالحرب الأفغانية.
ولفتت الصحيفة في تقرير، الأحد، إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد قال الشهر الماضي، بعد لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في جنيف، إن بوتين أعرب عن استعداده للمساعدة في أفغانستان وإيران، في حين قلت له إننا نريد القيام بالمساعدة لجلب بعض الاستقرار والأمن الاقتصادي أو الأمن المادي لشعبي سوريا وليبيا.
ورأت “الشرق الأوسط”، أن سوريا هي إحدى الساحات التي يمكن أن تتعاون فيها واشنطن وموسكو، لا سيما في مناطق شمال وشرق البلاد، الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة أمريكياً.
وأشارت إلى أن مسؤول الشرق الأوسط بفريق بادين، بريت ماكغورك، يُعدّ من أكثر المؤيدين للوصول إلى ترتيبات بين “قسد” والنظام السوري، من أجل الحصول على أفضل شيء ممكن لحلفاء واشنطن الأكراد قبل الخروج من هناك.
وأوضحت الصحيفة أن المشكلة تتمثل في أن انسحاب واشنطن من أفغانستان قوبل بتدحرج “طالبان” في البلاد وحدودها وبواباتها، وهو ما يبعث برسالة إلى الأكراد بإمكانية ملاقاة المصير ذاته.
واعتبرت أن الباب مفتوح كي يساعد الروس واشنطن في أفغانستان، مقابل مساعدة أمريكية بتعزيز الحضور الروسي في سوريا.
وتوقعت الصحيفة أن “هيئة تحرير الشام” تتابع بدقة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان لأسباب عدة، أبرزها أن قادة الهيئة يسعون لتقليد “طالبان” بالقتال والتكيف مع الخارج مع إحكام القبضة الأمنية والعسكرية على مناطق سيطرتها، كما أنه سيكون نموذج لكيفية التعاطي مع الوجود الروسي على المدى الطويل (قتال، ثم مفاوضات، ثم خروج).
أما بالنسبة لإيران، فإن بروز الدور التركي في أفغانستان قد يقلقها، في حين قد يكون مقابل المساعدة التركية لواشنطن بأفغانستان ثمناً يُدفع في شمال شرقي سوريا، وهو ما قد يكون سبباً إضافياً لتزايد قلق حلفاء واشنطن في هذه المنطقة.