رحّبت المملكة المتحدة بتقدم عملية التحول السياسي في سوريا، وأعربت عن قلقها إزاء الإجراءات الإسرائيلية التي تهدد الاستقرار في المنطقة، داعية الدولة العبرية إلى وقف اعتداءاتها في سوريا.
وفي كلمة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، أمس الجمعة، رحّب نائب الممثل الدائم للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، بمشاركة وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، في الجلسة، وفي رفع العلم السوري في مقر الأمم المتحدة، معتبراً ذلك “تذكيراً قوياً بفرصة تاريخية أمام سوريا لصياغة مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً”.
وأكد كاريوكي أن المملكة المتحدة “تقف إلى جانب الشعب السوري في هذا المنعطف التاريخي”، مشدداً على ثلاثة محاور أساسية: التقدم السياسي، الانتعاش الاقتصادي، واحترام السيادة السورية.
تقدم سياسي ومصالحة وطنية
وعن العملية السياسية، قال السفير البريطاني إن سوريا “تشهد تقدماً مرحباً به في عملية الانتقال السياسي”، مشيداً بتشكيل الحكومة الجديدة، وإنشاء اللجنة الدستورية، ومعالجة التهديدات الأمنية مثل ملف الأسلحة الكيميائية.
كما أشاد كاريوكي بخطوات المصالحة بين مكونات المجتمع السوري، خاصة الاتفاق مع “قوات سوريا الديمقراطية”، مؤكداً أن “استمرار هذا النهج التشاوري ضروري لبناء دولة مستقرة وموحدة تخدم مصالح جميع السوريين”.
وشدد كاريوكي على أولوية العدالة الانتقالية والمساءلة، مؤكداً أنه “بعد سنوات من الحرب والوحشية في ظل نظام الأسد، يجب إعطاء الأولوية لقضايا العدالة، وعلى رأسها الكشف عن مصير المفقودين”.
السيادة السورية أولوية وتحذير من زعزعة الاستقرار
وأكد السفير البريطاني على أهمية احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، معتبراً أن ذلك “أمراً بالغ الأهمية لأمن سوريا وأمن جيرانها”.
وحذّر كاريوكي من أن “الأنشطة الإسرائيلية التي قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة”، داعياً جميع الأطراف إلى الالتزام باتفاق فك الاشتباك لعام 1974.
وشدد كاريوكي على التزام بلاده بدعم السوريين في سعيهم نحو مستقبل أفضل”، لافتاً إلى أن الشعب السوري “يواجه تحديات سياسية واقتصادية وإنسانية كبيرة، وهو يخرج من هذا الفصل المظلم من تاريخهم”.
وأشار السفير البريطاني إلى أن الشعب السوري “عانى كثيراً من سنوات الصراع وسوء الحكم، وهو الآن يستحق مستقبلاً أكثر أمناً وكرامة، والمملكة المتحدة ستواصل دعمه في تحقيق ذلك”.
