
توصلت الحكومة السورية ووجهاء مدينة جرمانا بريف دمشق إلى صيغة مشتركة لإنهاء التوتر الذي حصل مؤخراً وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وذلك من خلال خارطة طريق تضمنت أربعة بنود أساسية.
جاء ذلك خلال اجتماع عُقد مساء اليوم الثلاثاء، وضم كلاً من محمد علي عامر، مسؤول الغوطة الشرقية ممثلاً عن محافظ ريف دمشق عامر الشيخ، وأحمد طعمة، مسؤول الشؤون السياسية في المحافظة، إضافة إلى عدد من المشايخ وممثلي المجتمع المحلي في جرمانا.
ونصّ الاتفاق على ضمان إعادة الحقوق وتعويض ذوي الشبان الذين قُتلوا في الأحداث الأخيرة، والتعهد بالعمل على محاسبة المتورطين في الهجوم الأخير وتقديمهم للقضاء أصولاً.
وأكد المجتمعون ضرورة توضيح ما جرى إعلامياً، والحد من التجييش بكل أشكاله، بحسب ما ذكرت “شبكة أخبار جرمانا”.
كما اتفق الجانبان أيضاً على تأمين حركة السير بين محافظتي دمشق والسويداء، لضمان سلامة المدنيين وحرية تنقلهم.
من جانبها، قالت محافظة ريف دمشق إنه، بتوجيه من المحافظ عامر الشيخ، اجتمع مسؤول منطقة الغوطة الشرقية محمد علي عامر مع ممثلي الفعاليات الدينية والاجتماعية في مدينة جرمانا، وتم التأكيد على “قيام مؤسسات الدولة بواجباتها في حماية الأهالي، وبسط الأمن، ومحاسبة المتورطين في الاعتداء الأخير”.
التوترات في جرمانا
اندلعت اشتباكات عنيفة فجر اليوم الثلاثاء في مدينة جرمانا بريف دمشق، استخدمت فيها أسلحة خفيفة ومتوسطة، وأسفرت عن مقتل 13 شخصاً، منهم اثنان من عناصر الأمن العام السوري.
وبحسب مصادر أمنية، بدأت الاشتباكات عندما تجمّع مسلحون من بلدة المليحة ومناطق أخرى قرب جرمانا، بعد انتشار تسجيل صوتي منسوب لأحد أبناء الطائفة الدرزية يتضمن إساءة للنبي محمد.
وذكرت مصادر محلية أن الاشتباك بدأ عند حاجز في حي النسيم بعد جدال مع راكب دراجة نارية، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، تلاه تقدم المسلحين باتجاه مداخل المدينة من جهتي بيت سحم والمليحة.
ونفت وزارة الداخلية السورية صحة المعلومات بشأن وجود هجوم منظم على البلدة، مؤكدة أن ما حدث كان احتجاجاً غاضباً من قبل مدنيين، تعرضوا لإطلاق نار من مجموعات محلية. وصرّح المتحدث باسم الوزارة أن مجموعات درزية فتحت النار على المتظاهرين.
بدوره، أوضح مصدر أمني أن القتيلين من قوى الأمن العام ينتميان إلى فصيل “رجال الكرامة”، وكانا حديثي الانضمام للجهاز. وأضاف أن القوات الأمنية لم تكن طرفاً مباشراً في الاشتباك، بل تدخلت لفضّه.
ونشرت وزارة الداخلية صوراً تُظهر انتشار قواتها في محيط جرمانا، وأكدت أنها اتخذت إجراءات لحماية السكان ومنع تكرار الأحداث، موضحة في بيان أن الاشتباكات وقعت على خلفية تسجيل صوتي مسيء تسببت به حملات تحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلنت الوزارة أن وحداتها، بالتعاون مع وزارة الدفاع، طوّقت المنطقة ونفذت عمليات لفض النزاع وملاحقة المتورطين، مؤكدة أنها ستتابع التحقيقات حتى معرفة صاحب التسجيل المسيء ومحاسبته.