أفادت صحيفة “معاريف” العبرية أن الحكومة السورية أعربت عن استعدادها لتسليم رفات الجاسوس الإسرائيلي الذي نُفذ فيه حكم الإعدام في دمشق، في العام 1965، وأخفت السلطات السورية مكان دفنه.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية قولها إن الإدارة السورية الجديدة “تبادر إلى خطوات بعيدة المدى، حتى تؤثر وتغير السياسة الإسرائيلية العدائية لها”.
وأضافت الصحيفة أنه من بين هذه الإجراءات، جرت لقاءات مباشرة بين مسؤولين أمنيين إسرائيليين وصفوا بأنهم “رفيعي المستوى”، ونظرائهم من السلطة السورية الجديدة، خلال الأشهر الأخيرة، أشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن المسؤولين الإسرائيليين “خرجوا بانطباعات قوية” عقب هذه الاجتماعات.
وأكدت مصادر “معاريف” أن المسؤولين السوريين أبلغوا الإسرائيليين أنهم يسعون للعثور على رفات الجاسوس إيلي كوهين، مضيفة أن ذلك “كان مفاجأة مذهلة للمسؤولين الإسرائيليين، واعتبروها محاولة جادة لتقديم بادرة طيبة، ستترك أثراً بالغاً على تل أبيب”.
وأمس الجمعة، كشفت وسائل إعلام عبرية أن مسؤولين سوريين وإسرائيليين اجتمعوا في العاصمة الأذرية باكو، الأسبوع الماضي، وذلك في سياق مناقشات أوسع بين تركيا وإسرائيل بشأن سوريا.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن رئيس مديرية العمليات في جيش الاحتلال الإسرائيلي، اللواء عوديد باسيوك، ومسؤولين في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، التقوا الأسبوع الماضي مع مسؤولين كبار من الحكومة السورية.
وأشارت “يديعوت أحرونوت” إلى أن الإمارات العربية المتحدة تتوسط في المحادثات، مشيرة إلى تحركات إقليمية أوسع نطاقاً غير محددة تقودها الإمارات، في حين نقلت صحيفة “هآرتس” أن الاجتماعات عُقدت بمبادرة ووساطة من دولة قطر، وركزت على “التعارف الأولي، بهدف إنشاء محور لنقل الرسائل، ومنع التصعيد في المنطقة”.
وسبق أن كشف الرئيس السوري، أحمد الشرع، عن مفاوضات غير مباشرة جارية مع إسرائيل، تهدف إلى التهدئة ووقف الانتهاكات، مشيراً إلى أن سوريا تتحدث مع كل الدول التي تتواصل مع إسرائيل للضغط عليها.
كما سبق أن نقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة مصادر وصفتها بـ”المطلعة” أن دولة الإمارات العربية المتحدة أنشأت قناة تواصل غير معلنة بين سوريا وإسرائيل، بالتزامن مع مساعي القيادة السورية الجديدة للحصول على دعم إقليمي لإدارة العلاقة المتوترة مع تل أبيب.
من هو الجاسوس إيلي كوهين؟
ولد الجاسوس إيلي كوهين في العام 1924 بمدينة الإسكندرية المصرية لعائلة مهاجرة تعود أصولها إلى مدينة حلب السورية، وبعد تجنيده من قبل جهاز “الموساد”، عمل كجاسوس في سوريا منذ العام 1961.
انتحل كوهين صفة رجل أعمال يدعى كامل أمين ثابت، وأقام علاقات وثيقة مع نخبة المجتمع السياسي والعسكري قبل الكشف عنه وإصدار حكم الإعدام بحقه في العام 1965.
ولفترة طويلة، شهدت علاقة عائلة كوهين توتراً مع السلطات الإسرائيلية، وسط تراشق وتبادل اتهامات حول خلفية القبض على كوهين وكشف أمره في سوريا.
يشار إلى أنه قبل أيام كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أن جهاز الموساد الإسرائيلي أعاد رفات الجندي تسفي فلدمان إلى إسرائيل، بعد تنفيذ عملية استخباراتية معقدة داخل الأراضي السورية، استمرت خمسة أشهر ونُفذت بالتعاون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، قبل سقوط نظام الأسد.