أنقذت فرق الدفاع المدني السوري، اليوم الأحد، امرأة سقطت في بئر عربي بعمق 12 متراً قرب مدينة جرابلس شرقي حلب، في عملية إنقاذ معقّدة نُفّذت بالتعاون مع ذوي الضحية، وسط ظروف ميدانية صعبة.
وذكرت مؤسسة الدفاع المدني السوري على معرفاتها الرسمية، أن فرق الطوارئ والإسعاف تحركت فور تلقي البلاغ إلى موقع الحادث، وبدأت بتأمين بيئة تنفس مناسبة داخل البئر عبر ضخ الأوكسجين حفاظاً على حياة السيدة أثناء عملية الإنقاذ، ثم باشرت بالتدخل الفني لإخراجها بمشاركة عدد من أفراد عائلتها.
وأضافت المؤسسة أن فرق الإسعاف قدمت الرعاية الطبية الأولية للضحية فور إخراجها، قبل نقلها إلى المشفى وسط اشتباه بإصابة في العمود الفقري، حيث تم اتخاذ كل الإجراءات الإسعافية اللازمة لضمان استقرار حالتها ومنع حدوث أي مضاعفات.
وأكد الدفاع المدني السوري أن هذه الحادثة تسلط الضوء مجدداً على المخاطر الكبيرة التي تمثلها الآبار المكشوفة، مشدداً على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة لتأمينها حفاظاً على حياة المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء في المناطق الزراعية والسكنية.
حوادث متكررة
تشهد مناطق شمال غربي سوريا، لا سيما في محافظتي حلب وإدلب، تزايداً في حوادث السقوط في الآبار المفتوحة، ما أدى إلى وقوع ضحايا، خصوصاً بين الأطفال، وسط غياب إجراءات السلامة والتغطية المناسبة لهذه الآبار.
وفي الخامس من الشهر الجاري، تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ رجل سقط في بئر بريف إدلب الجنوبي وذلك بعد ثلاث ساعات من العمل المتواصل.
وفي أواخر الشهر الفائت، انتشلت فرق الدفاع المدني جثة طفل من داخل بئر عربي في قرية مير الحصين قرب مدينة السفيرة بريف حلب الشرقي، وذلك بعد تلقي بلاغ من الأهالي بوجود جثة طافية على سطح مياه البئر.
وتنتشر الآبار غير المغطاة في العديد من المناطق الزراعية والريفية، حيث تُحفَر غالباً لاستخدامها في الري أو لاستخراج المياه الجوفية، إلا أن إهمال تأمينها وعدم تحذير السكان من مواقعها يجعلها مصدراً دائماً للخطر، خصوصاً على الأطفال الذين يلهون بالقرب منها أو يحاولون استكشافها.
وتواجه فرق الدفاع المدني السوري تحديات كبيرة خلال عمليات الإنقاذ، إذ تتطلب بعض الحالات استخدام معدات حفر دقيقة للوصول إلى العالقين بأمان، بينما تعتمد الفرق في حالات أخرى على الحبال والرافعات لانتشال الضحايا.
وعلى الرغم من نجاحها في إنقاذ عدد من الأشخاص، فإن عدة حوادث انتهت بمآسٍ، إذ فقد عدد من الأطفال حياتهم نتيجة لطول مدة الاحتجاز أو بسبب الإصابات البالغة الناتجة عن السقوط.