أخبار سوريا

جنبلاط: الهجري طلب تدخلاً إسرائيلياً ويحاول الاستفراد بقرار السويداء

شنّ الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط، هجوماً لاذعاً على حكمت الهجري، أحد مشايخ عقل الدروز في السويداء، متهماً إياه بالانفراد بالقرار ومحاولة فرض مشروع “الحكم المحلي” في محافظة السويداء، محذراً من أن هذه الدعوات تُضعف وحدة سوريا وقد تؤدي إلى التقسيم.وفي تعليق مباشر له على تطورات السويداء، قال جنبلاط، خلال مقابلة على قناة “العربية”، إن أحداث السويداء بدأت عندما قرر بعض الأشخاص “الدخول في المجهول”، ورفعوا شعارات تتعلق بالحكم المحلي، ما تسبب لاحقاً باندلاع الفوضى.وأوضح أن الحكومة المركزية أرسلت وحدات من الأمن العام لضبط الأوضاع، وشهدت المحافظة مرحلة من الهدوء النسبي، لكنّ الأمور تصاعدت لاحقاً مع ارتكاب بعض عناصر الأمن الداخلي، بحسب تعبيره، لما وصفه بـ”الجرائم بحق أهالي السويداء”، ما أدى إلى ردّ فعل مسلح من بعض الفصائل المحلية ضد أبناء البدو، الذين شدد على أنهم جزء من النسيج الاجتماعي والسياسي في حوران منذ قرون.وأكد جنبلاط أن ما حدث من اقتتال كان نتيجة غياب الحل السياسي، مشيراً إلى أن استقرار سوريا يتطلب مراجعة شاملة ومحاسبة للجهات التي أوصلت الأوضاع إلى هذا الحد، سواء من الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس أحمد الشرع أو من القيادات الدينية المحلية لا سيما الهجري.

ودعا جنبلاط إلى تشكيل لجنة تحقيق عدلية وقضائية مستقلة، لمحاسبة كل من تورط في ارتكاب انتهاكات بحق أهالي السويداء والبدو على حد سواء، مشدداً على ضرورة أن يكون الحل شاملاً وليس موجهاً لطرف دون آخر.

جنبلاط ينتقد دور حكمت الهجري

واتهم جنبلاط حكمت الهجري صراحة بطلب تدخل مباشر من إسرائيل، مذكّراً بأن إسرائيل لا تحمي أحداً، بل تستخدم الطوائف والمذاهب لخدمة مصالحها.

وأشار إلى أنه حتى شيخ عقل الطائفة الدرزية في فلسطين المحتلة، موفق طريف، دعا إلى التهدئة، خوفاً من انتقال الصراع إلى داخل الأراضي الفلسطينية، حيث يتعايش البدو والدروز معاً.

ورأى جنبلاط أن إسرائيل هي المحرّك الرئيسي خلف التصعيد، محملاً إياها مسؤولية محاولات تفتيت المنطقة، ومؤكداً أن على الدول العربية، وخاصة السعودية والأردن، وتركيا، إلى جانب الإدارة السورية، التدخل لمعالجة الشرخ العميق في السويداء.

وأوضح أن الاتفاق الذي تم في السويداء لم يُطبق بشكل فعلي، متسائلاً عن الجهة التي ستدير الملف الأمني في المحافظة، ومشدداً على أنه لا يمكن لطرف واحد، في إشارة إلى الهجري، الاستفراد بالقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.

وشدد جنبلاط على ضرورة البدء بمحاسبة المسؤولين عن الجرائم، ثم الانتقال إلى المصالحة وعودة العيش المشترك، محذراً من أن ما جرى بحق البدو لا يمكن أن يُترك دون مساءلة، كما أكد أن أي حل يجب أن يكون شاملاً ويضم جميع مكونات السويداء دون استثناء.

وسبق أن أعرب شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، عن أسفه لما آلت إليه الأحداث في محافظة السويداء جنوبي سوريا، مؤكداً أن ما جرى لم يكن مرغوباً به، وداعياً إلى التهدئة وتحمل المسؤولية من جميع الأطراف.

وحمّل الشيخ أبي المنى جميع الأطراف مسؤولية التصعيد، موضحاً أن “المسؤولية تقع على الجميع وعلى الجميع تحملها، ولكن الشيخ الهجري نحن أيضاً نحمله المسؤولية، لأنه يجب أن يكون هناك تجاوب ومرونة في التعاطي”.

وأكد الشيخ أبي المنى استعداده للعب دور الوساطة، مشيراً إلى أنه “إذا كنت وسيط خير، فأنا مستعد لأن أكون وسيطاً، وأتواصل مع الشيخ يوسف جربوع والشيخ الحناوي ومع الشيخ الهجري، لأن هذا واجبي أن أتواصل مع الجميع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى