ساد هدوء حذر في محافظة درعا جنوبي سوريا، بعد “حرب طاحنة” فاجأت قوات النظام السوري عندما شن مقاتلون من المعارضة هجوماً على حواجز أمنية، تمكنوا خلالها من السيطرة على عدد كبير منها وأسر عدد من عناصر قوات النظام، رداً على محاولة اقتحام درعا البلد وتعرّض أحياء بالمحافظة لقصف صاروخي ومدفعي من “الفرقة الرابعة” التي يقودها اللواء ماهر، شقيق رئيس النظام بشار الأسد.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط”، الجمعة، عن مصادر خاصة قولها إن “اللواء الثامن” التابع لـ”الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا توصل مع اللجنة الأمنية والعسكرية التابعة للنظام في درعا إلى وقف إطلاق النار في درعا البلد كمرحلة أولى لعملية وقف كامل للأعمال العسكرية في محافظة درعا بضمانة الجانب الروسي.
كما قال مصدر من لجان التفاوض لموقع “درعا 24” المحلي، إن اللجنة الأمنية للنظام وافقت على وقف الحملة العسكرية على درعا البلد، وإعطاء مهلة حتى يوم السبت المقبل لتلبية مجموعة من المطالب، من بينها تهجير مجموعة من المقاتلين المحليين إلى الشمال السوري.
وأضاف المصدر أن ذلك جاء بعد جولة من المفاوضات بين اللجان المركزية في المنطقة الغربية والشرقية ولجنة درعا البلد، وبحضور “اللواء الثامن”، فيما بينها، ثم مع اللجنة الأمنية.
ولم يصدر أي تعليق من النظام على المفاوضات الجارية، ولكن مصادر قالت لموقع “سناك سوري” المقرب من النظام، إنها تتوقع العودة للاتفاق الذي تم توقيعه السبت الماضي، قبل أن يتم الإخلال به، وأن يُنقل المسلحون الرافضون للتسوية إلى الشمال السوري.
وأمس الخميس، تمكن مقاتلو المعارضة من أسر عشرات العناصر من قوات النظام السوري، خلال هجمات أسفرت عن سيطرتهم على حواجز عسكرية في عدد من البلدات بريفي درعا الشرقي والغربي، وذلك رداً على محاولة النظام اقتحام منطقة درعا البلد من ثلاثة محاور وقصف مناطق متفرقة بالمحافظة.
وقالت شبكة “نبأ” المعنية بنقل أخبار مدينة درعا المحلية إن مجموعات قتالية مما يُسمى “الحرس القومي العربي” المدعوم من “حزب الله” اللبناني تقاتل إلى جانب “الفرقة الرابعة” في هجومها على مدينة درعا من المحور الجنوبي، وبثت صوراً لمقاتلين من هذا التشكيل في أطراف مدينة درعا البلد.
وأسفرت الاشتباكات وقصف النظام عن مقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً، بينهم امرأة وأربعة أطفال، والقيادي السابق بفصائل المعارضة معاذ الزعبي، الذي قضى خلال الاشتباكات مع “الفرقة الرابعة” المتمركزة في مبنى الري غربي درعا.
بالمقابل، نفى حزب “البعث” الحاكم تلك الأنباء، رغم توثيق معظمها بصور ومقاطع مصورة، قائلاً إن “هناك عشرات الأخبار المزيفة التي أوردتها بعض مواقع المجموعات المسلحة في محاولة لإثارة البلبلة”، وفق تعبيره.
وفي السياق، حذّر الاتحاد الدولي للصحافيين من مخاوف حيال مصير 11 صحافياً في درعا، ودعا لتأمين سلامتهم وسلامة عائلاتهم.
وكانت محافظة درعا، قد شهدت مقاطعة واسعة النطاق لاقتراع في أيار (مايو) تمخض عن تمديد رئاسة الأسد، فيما اعتبره مسؤولون تحدياً لسلطة الدولة.
وبحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر في أجهزة مخابرات غربية، فإن ما يزيد من المعارضة المتنامية في درعا هو وجود جماعات مسلحة محلية مدعومة من إيران تتمتع حالياً بالنفوذ وتتصرف بحصانة من العقاب، بالنظر إلى أن الحكومة المركزية أضعف من أن تفرض سلطتها على المنطقة.