
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن الرئيس رجب طيب أردوغان بحث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب قضايا إقليمية ودولية، لافتاً إلى أنّ الملف الفلسطيني كان في صدارة جدول الأعمال، إضافة إلى الملف السوري.
وأكد أنّ الرئيس التركي شدّد على ضرورة التوصل إلى وقف عاجل لإطلاق النار في غزة، محذراً من مخاطر السياسات التوسعية الإسرائيلية على استقرار المنطقة.
كما تناولت المباحثات الملف السوري، حيث شدّد فيدان على أنّ أنقرة وواشنطن تتفقان على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها.
سوريا في صدارة الأولويات
وتعليقاً على التحركات الأميركية للوساطة بين سوريا وإسرائيل، قال فيدان إنّ القضية السورية حاضرة في كل المحادثات الدولية، مضيفاً: “سوريا مهمة لأمن المنطقة وأمن تركيا، وقبل كل شيء هي مسألة وجودية بالنسبة للسوريين أنفسهم”.وأشار إلى أنّ ملايين السوريين ما زالوا يعيشون كلاجئين في الخارج، ما يجعل من الضروري تحقيق الاستقرار الداخلي وإعطاء إشارات قوية على التعافي.وأكد أنّ التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد سوريا زادت المشهد تعقيداً، إلى جانب الأزمات المتراكمة من فترة حكم بشار الأسد والدمار الذي خلّفته الحرب.وقال فيدان إنّ الدعم الدولي لسوريا شكّل “نجاحاً دبلوماسياً استثنائياً”، موضحاً أنّ تركيا ودول المنطقة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اتفقت جميعها على تقديم الدعم للإدارة الجديدة في دمشق والمساهمة في إعادة الإعمار. لكنه أضاف أنّ “الهجمات الإسرائيلية بدأت تغيّر المعادلة”، مؤكداً استمرار المشاورات والجهود الدبلوماسية لإيجاد حلول تحفظ أمن السوريين، وفقاً لما نقلت وكالة “الأناضول“.وفيما يتعلق بقوات “قسد”، أوضح فيدان أنّ التهديدات الناجمة عن هذه الجماعات تبقى قيد المتابعة الثنائية والثلاثية بشكل دائم، مؤكداً أنّ أنقرة تتابع أيضاً مسار المفاوضات بين “قسد” والإدارة في دمشقوأكد وزير الخارجية التركي أنّ هدف بلاده هو ضمان بيئة لا يشعر فيها أي مكوّن سوري – بما في ذلك الأكراد – بالتهديد أو الإقصاء، مضيفاً: “نريد أن يعيش الجميع في سوريا بحرية وأمان ومساواة”. وأكد أنّ تركيا مستعدة لتقديم كل ما يلزم من دعم سياسي واقتصادي وأمني لتحقيق هذا الهدف، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين.وختم فيدان بالتشديد على أنّ بلاده تعتمد الشفافية الكاملة في تحركاتها، قائلاً: “تركيا دولة قوية، تعرف متى وكيف تستخدم أدواتها، لكنها تبدأ دائماً بالكلمة الطيبة والوسائل السلمية. وإذا لم تتم الاستجابة لذلك، تبقى لدينا وسائل أخرى كدولة مسؤولة تجاه شعبنا ومنطقتنا”.