قالت صحيفة “التايمز” إن الاشتباكات في سوريا تثير معضلة “حرب أبدية” أخرى للرئيس الأمريكي جو بايدن، مؤكدة أن الاشتباكات في البلاد تختبر مرة أخرى استعداد بايدن للتدخل في الشرق الأوسط.
وربطت الصحيفة بين الأحداث في درعا وحدث قد لا يبدو على صلة بالأمر وقع في لبنان، حيث اقترحت السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا، حلاً تقوده الولايات المتحدة لأزمة الوقود في لبنان، الذي يعاني من شلل الحياة اليومية.
وقالت السفيرة إنه يمكن إلغاء بعض العقوبات على سوريا للسماح بتوصيل الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر خط أنابيب قائم عبر الأردن وجنوب سوريا.
وأضافت الصحيفة: “من شبه المؤكد أن الجزء السوري من خط الأنابيب سيتطلب إصلاحاً وتحديثاً، لكنه يمر بشكل ملحوظ عبر محافظة درعا في طريقه شمالاً إلى حمص، ومن هناك إلى مدينة طرابلس شمال سوريا”.
وتابعت: “شيا لم تشرح ما وراء المخطط، وكان التفسير الأكثر وضوحاً هو أنه لمنع إيران، المنافسة لأمريكا، من أن تظهر بصورة المنقذ في لبنان. فيما يعد الإيرانيون بشحن الوقود إلى هناك عبر حليفهم، حزب الله”.
ولفتت إلى أن “إعلان شيا غير المتوقع جاء في وقت يخضع فيه مستقبل العمليات الأمريكية في سوريا على نطاق أوسع للمراجعة”، مشيرة إلى أن دبلوماسيين إقليميين يقدرون أن الولايات المتحدة ستستمر في الانخراط في الشرق الأوسط، على الأقل لحماية إسرائيل وحلفائها في الخليج، على الرغم من وعود الرؤساء المتعاقبين، باراك أوباما ودونالد ترامب وبايدن، بالانسحاب من الحروب الأبدية”.
ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي السوري المنشق عن النظام، بسام بربندي، قوله إن “خط الأنابيب يمر عبر درعا، لذا فإن المزيد من السيطرة الإيرانية على المدينة تعني أن بإمكانهم قطع خط الأنابيب”.
وأردف: “سواء التزم الإيرانيون بشروط الاتفاق المبرم مؤخراً في درعا أم لا، فإن النتيجة النهائية هي إعطاء المحور المناهض لواشنطن الناشئ في موسكو وطهران قدرة لإعاقة التدخل الأمريكي في المنطقة، خاصة إذا مضت الولايات المتحدة قدماً في خطة خط الأنابيب الخاصة بها”.