اتهم تحقيق استقصائي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بالتعامل باستهتار مع تقارير سقوط قتلى مدنيين في غاراته بسوريا والعراق.
وحصلت الصحيفة على1300وثيقة سرية خلصت إلى أن عدداً من التقارير المتعلقة بسقوط ضحايا مدنيين في سوريا رفضت واعتُبرت “غير موثوقة”، بناءً على مراجعات قاصرة وغير مهنية، بما في ذلك الإخفاق في إجراء عمليات بحث بسيطة على الإنترنت.
وأضافت أن مراسليها تمكنوا ببساطة عبر خرائط غوغل وموقع “Wikimapia” من التحقق من سقوط ضحايا مدنيين بغارات للتحالف الدولي، في وقت زعمت فيه فرق البنتاغون المختصة عجزها عن التحقق من مواقع الغارات رغم الإمكانات المتاحة لها مثل سجلات الضربات وموجزات الفيديو الخاصة بالغارات الجوية.
وأشارت إلى أن العديد من المزاعم المتعلقة بسقوط ضحايا مدنيين تم رفضها عن طريق الخطأ، لأسباب تتراوح بين عدم كفاية جودة وكمية الفيديو، وعدم القدرة على تحديد أي من الضربات العديدة في منطقة ما كان موضوع الادعاء.
كما لفتت إلى أن البنتاغون خلط ببساطة بين البلدات التي تحمل نفس الأسماء أو أسماء مشابهة، كما حدث مع غارة جوية على بلدة سورية في آذار 2017، حينما أدت غاراته إلى مقتل 8 أشخاص في بلدة مسكنة التابعة لحلب.
لكن الفريق المكلَّف بمراجعة التقارير اعتقد أن الغارة استهدفت قرية بذات الاسم في محافظة حمص لم تتعرض لضربات جوية، وبالتالي رفض ادعاء سقوط ضحايا.
كما أشارت إلى الأمر نفسه وقع بعد بضعة أسابيع، حينما أغارت طائرات التحالف على قرية الصبحة في دير الزور، ما أدى إلى مقتل أو إصابة نحو 50 شخصاً، لكن المحللين الذين راجعوا الادعاء بعد أن عثروا على قرية باسم مشابه بدير الزور تحمل اسماً مشابهاً لم تتعرض للقصف.
وفي وقت سابق أكدت الصحيفة أن الحروب الجوية الأمريكية شابتها معلومات استخبارية معيبة للغاية، واستهداف متسرّع وغير دقيق أسفر عن مقتل آلاف المدنيين، العديد منهم أطفال بحسب أكثر من 1300 وثيقة من أرشيف سري للبنتاغون.