أكدت مصادر مقربة من الخارجية الروسية وجود استياء روسي من النظام السوري بسبب عدم التفاعل الإيجابي الكافي مع مبادرة موسكو للتقارب مع تركيا. وأوضحت المصادر لموقع تلفزيون سوريا أن روسيا تعتقد بوجود تعطيل إيراني لمبادرتها، نظراً لعدم حضور طهران في الوساطة التي تقودها موسكو، مشيرةً إلى تجنب روسيا التصادم مع إيران بسبب التحالف الوثيق بينهما ضد الولايات المتحدة والغرب، والذي تعزز خلال الحرب الروسية الأوكرانية بدعم طهران لروسيا بالطائرات المسيرة.
تفاصيل المبادرة الروسية
رفض النظام السوري منذ البداية مقاربة فتح المعابر الحدودية، ولم يسمح للشاحنات القادمة من معبر أبو الزندين بالدخول إلى المناطق الخاضعة لسيطرته، على الرغم من رعاية روسيا وتركيا لهذه العملية. وأبلغ النظام السوري الجانب الروسي بأنه لن يوافق على عملية التبادل التجاري التي تؤديها أنقرة وموسكو إلا في حال حصوله على جدول زمني لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية. النظام السوري يرى أن أي موافقة على فتح المعابر سيكون بمثابة إقرار بشرعية بقاء القوات التركية، ويتخوف من تغييرات دائمة في الحدود والمعابر الرسمية.
مواقف المسؤولين الروس
أكد ميخائيل بوغدانوف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص لشؤون الشرق الأوسط ودول إفريقيا، ضرورة القيام بالكثير من العمل قبل لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع بشار الأسد. وأشار بوغدانوف إلى أهمية ضمان الأمن على الحدود السورية التركية، وانسحاب القوات التركية، ومكافحة الإرهاب، وحل القضية الكردية وملفات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تصريحات بوغدانوف للتلفزيون العربي مؤخراً أشارت إلى بداية الطريق وأهمية الاستمرار فيه. سبقتها تصريحات من وزير الخارجية التركي حقان فيدان أعادت التأكيد على عمق العلاقة مع المعارضة السورية وعدم التخلي عنها، مما يشير إلى بطء عملية التطبيع التركية مع النظام السوري.
الرؤية الروسية للتطبيع
علم موقع تلفزيون سوريا من مصادر لديها اتصالات مع وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تكثف جهودها لإتمام عملية التطبيع، متوقعةً فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. تعتقد روسيا أن ترامب سيعيد انتشار القوات الأميركية شمال شرقي سوريا للحفاظ على مناطق تقطع الطريق الإيراني بين العراق وسوريا. لذا، تسعى روسيا إلى تنسيق عالي المستوى مع تركيا والنظام السوري لترتيب الأوضاع في هذه المنطقة، بدلاً من عودة التصعيد العسكري التركي.
تطرح روسيا فكرة اشتراكها في ضمان أمن الحدود التركية من خلال نشر الشرطة العسكرية في المناطق الحدودية، مع بقاء نقاط مراق