اتفقت تركيا والعراق على تعزيز تعاونهما في الملف الإنساني السوري، عبر تشكيل لجنة مشتركة للتعامل مع الأوضاع المتفاقمة في مخيمي الهول وروج الواقعين شمال شرقي سوريا.
جاء ذلك في ختام الاجتماع الخامس لآلية التعاون الأمني رفيعة المستوى بين البلدين، الذي عُقد يوم الأحد في مدينة أنطاليا.
وأعرب الجانبان في البيان المشترك الصادر عن الاجتماع “عن نيتهما التعاون في معالجة الأزمات الإنسانية، لا سيما في مخيمي الهول وروج في سوريا”، مؤكدين الحاجة إلى “تشكيل لجنة جديدة للتعامل مع خطورة الوضع المتصاعد في هذه المخيمات”.
وأشار البيان إلى دعم أنقرة وبغداد لإنشاء مركز عمليات مشترك ضمن ما يُعرف بـ”الآلية الخماسية” لمكافحة الإرهاب، وهي مبادرة انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان في شهر آذار الماضي، بمشاركة سوريا ودول الجوار.
واعتبر الطرفان أن هذا الإطار “يشكّل أداة مهمة للتنسيق الأمني الإقليمي في مواجهة التهديدات الإرهابية”.
تعزيز التعاون في ملفات الأمن والطاقة والبنية التحتية
وأكّد الجانبان، في البيان الختامي، التزامهما بـ”أهمية الوحدة السياسية، والسيادة، وسلامة الأراضي”، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز العلاقات الثنائية ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المشتركة.
وعُقد الاجتماع بحضور مسؤولين بارزين من البلدين، من بينهم وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس الاستخبارات إبراهيم كالن، ونائب وزير الداخلية منير كارال أوغلو، فيما مثّل العراق وزير الخارجية فؤاد حسين.
وأكد الطرفان سعيهما إلى “تعزيز التنسيق في مجالات الشؤون العسكرية، وأمن الحدود، ومكافحة الإرهاب، والطاقة، والبنية التحتية”، مع التركيز على “مشروع طريق التنمية” الذي يهدف إلى ربط آسيا بأوروبا عبر شبكة متكاملة من السكك الحديدية والطرق والموانئ والمدن.
السوداني يزور أنقرة في أيار لبحث التعاون الاستراتيجي
أعلن الجانبان عن “زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تركيا في 8 أيار المقبل”، حيث سيُعقد “اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين”.
واعتبر البيان أن هذه الزيارة “تشكل محطة مفصلية في تعزيز التعاون المؤسسي بين أنقرة وبغداد”.
وشدد البيان على أهمية مواجهة التهديد الذي يشكله حزب العمال الكردستاني المصنف إرهابياً، مشيراً إلى أن التنظيم “يشنّ منذ سنوات هجمات على تركيا انطلاقاً من شمال العراق”.
وجدد الطرفان “عزمهما الحفاظ على تنسيق فعّال لمواجهة هذا التهديد المشترك”، مع التشديد على “أهمية تنفيذ دعوة زعيم التنظيم عبد الله أوجلان الأخيرة لحل التنظيم ونزع سلاحه”.
