
كشفت وكالة “رويترز” في تحقيق استقصائي الثلاثاء 14 تشرين الأول أن النظام البائد نفّذ عملية سرية لنقل عشرات الآلاف من الجثث من مقبرة جماعية مكشوفة في منطقة القطيفة إلى موقع مخفي في الصحراء شرقي دمشق
وأوضحت الوكالة إلى أن عملية النظام البائد كانت بهدف طمس أدلة الفظائع التي ارتكبها أثناء محاولته استعادة مكانته الدولية.
وأشار التحقيق إلى أن عملية النقل، التي أُطلق عليها اسم “نقل التربة” حيث بدأت أواخر عام 2018 واستمرت حتى عام 2021، تزامناً مع اقتراب الأسد من إعلان النصر، وفق شهادة ضابط سابق في “الحرس الجمهوري”.
ووفقاً لمصادر التحقيق، من بينهم سائقا شاحنتين وضابط، فقد أبلغهم قادة عسكريون بأن الهدف من العملية هو إخلاء المقبرة الجماعية في القطيفة وإخفاء أدلة القتل الجماعي.
ولفت التحقيق إلى أنه بحلول سقوط النظام، كانت جميع الخنادق الـ16 التي وثّقتها الوكالة في القطيفة قد أُفرغت بالكامل.
ووثق التحقيق وجود 16 خندق دفن بالقطيفة في ريف دمشق بطول يتراوح بين 15 و160 متراً، إضافة إلى 34 خندقاً على الأقل في مقبرة الضمير بطول يتراوح بين 20 و125 متراً.
كما أكد التحقيق أن النظام البائد بدأ باستخدام موقع القطيفة لدفن الموتى منذ عام 2012، مع انطلاق الثورة، واحتوت المقبرة الجماعية على جثث جنود وسجناء قضوا في السجون والمستشفيات العسكرية، بحسب شهادات موثقة.
وسبق أن انتشرت في نيسان الفائت تفاصيل مرئية لصاحب أكبر الشهادات الصادمة عن مقابر جماعية في عهد النظام البائد والمعروف بـ “حفار القبور“، فبعد سقوط النظام أزال الوشاح عن هويته التي بقيت مجهولة منذ تقديمه شهاداته أمام محكمة “كوبلنز” الألمانية.
وفجّر محمد أسعد نايف الموظف في مكتب دفن الموتى بدمشق والمعروف بـ”حفّار القبور” شهادات دامغة عن المقابر الجماعية وتفاصيل مرعبة عن دفن آلاف الجثث بأوامر من ضباط النظام البائد.
وكان نايفة قد تحوّل إلى شاهد رئيسي في محكمة “كوبلنز” الألمانية حيث قدّم شهاداته أمام الأمم المتحدة والكونغرس الأمريكي، مساهماً في إدانة ضباط كبار وتعزيز ملفات العدالة الدولية ضد النظام البائد.